الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

ما جاء في قول الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده}

          ░1▒ (باب ما جاء في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم:27]).
          قوله: يبدأ (البدء) بالهمز الابتداء.
          قوله: (الرَّبِيعُ) بفتح الراء ضد الخريف (ابْنُ خُثَيْمٍ) بضم المعجمة وفتح المثلثة وسكون التحتانية أبو يزيد من الزيادة الثوري بالمثلثة وكان ورعاً قانتاً مات سنة بضع وتسعين.
          قوله: (هَيِّنٌ) أي سهل وبتشديد الياء وتخفيفها لغتان كميت وميت وأخواته وغرضُه أن أهون بمعنى هين أي لا تفاوت عند الله بين الإبداء والإعادة كلاهما على السواء في السهولة.
          قوله: (أَفَعَيِينَا) أي في قوله تعالى: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} [ق:15] معناه (أَفَأَعْيَا عَلَيْنَا) يعني ما أعجزنا الخلق الأول حين أنشأكم وأنشأ خلقكم وعدل عن التكلم إلى الغيبة التفاتاً والظاهر أن لفظ حين أنشأكم إشارة إلى آية أخرى مستقلة (وَأَنْشَأَ خَلْقَكُمْ) إلى تفسيره وهو قوله: تعالى {إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ} [النجم:32] ونقل البخاري بالمعنى حيث قال حين أنشأكم بدل إذ أنشأكم أو هو محذوف في اللفظ واكتفى بالمفسِّر عن المفسَّر.
          قوله: (لُغُوبٌ) أي في قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق:38] وقال في ا«لكشاف»: اللغوب الإعياء.
          قوله: {أَطْوَاراً} قال تعالى {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [نوح:14] طوراً نطفة، وطوراً علقة، وأخرى مضغةً ونحوها، ويقال: عدا طورَهُ أي جَاوزَ قدرَهُ. واعلم أن عادة البخاري أنه إذا ذكر آيةً أو حديثاً في الترجمة ونحوها يذكر أيضاً بالتبعيةِ على سبيلِ الاستطراد ما له أدنى ملابَسةٍ بها تكثيراً للفائدة.