المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: إني أعطي قرشًا أتألفهم

          1063- قال البخاريُّ: حدثنا موسى بن إسماعيل: حدَّثنا وهيب: حدَّثنا عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن عاصم. [خ¦4330]
          قال البخاريُّ: وحدثنا ابن بشار: حدَّثنا غندر: حدَّثنا شعبة. [خ¦4334]
          (ح): وحدثنا أبو الوليد: حدَّثنا شعبة عن قتادة، عن أنس قال: قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إني أعطي قريشًا أتألفهم؛ لأنهم حديث عهد بجاهلية». [خ¦3146]
          زاد غندر: «ومصيبةٍ، وإني أريد أن أخبرهم».
          قال البخاريُّ: وحدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدَّثنا الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك: أن ناسًا من الأنصار قالوا لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين أفاء الله عزَّ وجلَّ على رسوله من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالًا من قريش المئة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يعطي قريشًا ويدعنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم؟!.
          قال أنس: فحُدِّث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أَدم، ولم يدع معهم أحدًا غيرهم، فلما اجتمعوا؛ جاءهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: «ما كان حديث بلغني عنكم؟». قال ابن زيد: فخطبهم فقال: «يا معشر الأنصار؛ ألم أجدكم ضلالًا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله عزَّ وجلَّ بي، وعالة فأغناكم الله عزَّ وجلَّ بي؟»، كلما قال شيئًا؛ قالوا: الله ورسوله أَمَنُّ. قال: «لو شئتم؛ قلتم: جئتنا كذا وكذا، ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله؟». قالوا: الله ورسوله أمنُّ.
          قال الزهري: قال له فقهاؤهم: أما ذوو آرائنا يا رسول الله؛ فلم يقولوا شيئًا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم؛ فقالوا: يغفر الله لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يعطي قريشًا ويترك الأنصار وسيوفنا تقطر من دمائهم؟! زاد شعبة: وكانوا لا يكذبون.
          قال الزهري: فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: / «إني أعطي رجالًا حديثي(1) عهدٍ بكفر، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله، فوالله ما تنقلبون [به] خير مما ينقلبون به»، قالوا: بلى، يا رسول الله قد رضينا.
          زاد ابن زيد: «لولا الهجرة؛ لكنت امرأً من الأنصار، ولو سلك الناس واديًا وشِعبًا؛ لسلكت وادي الأنصار وشِعبها، الأنصار شعار، والناس دثار».
          قال الزهري: فقال لهم: «إنكم سترون [بعدي] أُثْرَةً شديدة، فاصبروا(2) حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض». قال أنس: فلم نصبر. [خ¦3147]
          وخرَّجه في المغازي، غزوة الطائف، وباب: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} [القيامة:22]، وفي باب القبة الحمراء من أدم، في اللباس. [خ¦4330] [خ¦7441] [خ¦5860]


[1] كذا في الأصل، وهي رواية أبي ذر وابن عساكر، وفي «اليونينية»: (حديثٌ).
[2] في الأصل: (فاصبر).