مصابيح الجامع

باب: إذا قالوا صبأنا ولم يحسنوا أسلمنا

          ░11▒ (وَقَالَ عُمَرُ: إِذَا قَالَ: مَتْرَسْ، فَقَدْ آمَنَهُ): مترس: بفتح الميم وتشديد التاء الفوقية وإسكان الراء، وبفتح الميم وإسكان التاء وفتح الراء، معناه: لا تخف.
          (وَقَالَ(1) : تَكَلَّمْ لاَ بَأْسَ): مثلُ هذا وقع للهرمزان (2) مع عمر ☺، وذلك أن جيش المسلمين لمَّا حاصروا تُسْتَر، نزل الهرمزانُ (3) على حكم عمر ☺، فبعث به (4) أبو موسى، فلمَّا قدِم عُمر، سكت الهرمزان، فقال له عُمر: تكلَّم، فقال: كلام حي أم كلام ميِّت؟ فقال عُمر: تكلَّم فلا بأس، فقال: إنَّا وإيَّاكم معشرَ العرب ما خلَّى الله بيننا، كنا نقتلكم ونَغْصِبُكم؛ فأمَّا إذا كان الله معكم، فلم يكنْ لنا بكم (5) يدانِ، ثم هَمَّ عُمر بقتله، فقال له أنسٌ: ليس لك إلى قتله سبيلٌ، فقال: أعطاك شيئًا؟ قلت:ما (6) فعلت، ولكنك قلتَ له(7) : تكلَّمْ فلا بأس؛ فقال: لتجيئَنَّ بمن يشهدُ معك، وإلَّا بدأتُ بعقوبتك، فخرجت (8) من عنده، فإذا أنا بالزبيرِ بنِ العوَّامِ قد حفظَ ما حفظتُ، فشهدَ عندَه، فتركه، وأسلم الهُرمزانُ، وفرض / له.
          ومقصود الترجمة: أن المعتبر المقاصدُ بأدلتها كيفما كانت الأدلةُ، لفظية أو غيرَها، على وَفْق لغةِ (9) العرب أو غيرِها.
          وحديثُ عُمر الذي سقناه أصلٌ في أن القاضي إذا حكم بشيءٍ ونسيَهُ، فشهدتْ عنده بحُكمه (10) ذلك بَيِّنَةٌ، قَبِلَها، ونفَّذ الحُكم.
          وفيه: سَعْيُ (11) أحدِ الشاهدين في شاهد آخرَ تكملُ به البيِّنةُ (12)، ولا يكون ذلك قدحًا في شهادته إذا انتفتِ الرِّيبة.


[1] في (ق) و(م): ((أو قال)).
[2] في (د): ((للهرمز)).
[3] في (ق): ((حاصروا جيش الهرمزان)).
[4] ((به)): ليست في (ق).
[5] في (ق): ((كتابكم)).
[6] ((ما)) ليست في (د).
[7] ((له)): ليست في (ق).
[8] في (ق): ((فقمنا)).
[9] في (ق): ((اللغة)).
[10] من قوله: ((عمر الذي... إلى... قوله: بحكمه)): ليس في (ق).
[11] في (ق): ((ينبغي)).
[12] في (ق): ((النسبة)).