مصابيح الجامع

باب من أحيا أرضًا مواتًا

          ░15▒ (وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ فِيهِ (1) حَقٌّ) بالتنوين فيهما؛ على نعت الأول بالثاني، وبترك التنوين في الأول، فقط؛ على الإضافة.
          قال القاضي: وأصلُه في الغرس يغرسُه في الأرض غيرُ ربها ليستوجِبَها به، وكذلك ما أشبهَ من بناءٍ، أو استنباطٍ، أو استخراجِ معدِنٍ، سُميت عروقًا؛ لشبهها في الإحياء بعرق الغرس.
          قال النووي في «تهذيب الأسماء واللغات»: والتنوين فيهما اختيارُ مالكٍ والشافعي ☻.
          وفي «الزاهي» لابن شعبان: العروق أربعةٌ: عرقان ظاهران، وعرقان باطنان، فالظاهران: البناء والغرس، والباطنان: الآبار والعيون.
          قال السفاقسيُّ: وهذا وقع منه في تفسير الحديث، وهو يصح على رواية من رواه منوناً غيرَ مضاف، ومَن لم يُضفه، ونَوَّن ((عرقاً))، احتجَّ به على أن غلات المغصوب لربه، وليس للغاصب منها شيء، يريد أنَّ الظالم هو الغاصب، ولا حقَّ له في المغصوب في غلة ولا غيرها.


[1] ((فيه)): ليست في (م) و(ج).