الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه

حديث: ألا يا حمز للشرف النواء
     
         1           

  الرواة  
شروح الصحيح
                          
    التالي السابق

4003- حدَّثنا عَبْدانُ: أخبَرَنا عَبْدُ اللَّه: أخبَرَنا يُونُسُ _حَدَّثَنا (1) أَحْمَدُ بْنُ صالِحٍ: حدَّثنا عَنْبَسَةُ: حدَّثنا يُونُسُ_ عن الزُّهْرِيِّ: أخبَرَنا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ (2): أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أخبَرَهُ:
أَنَّ عَلِيًّا قالَ: كانَتْ لِي شارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطانِي مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ (3) مِنَ الْخُمُسِ يَوْمَئِذٍ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلام بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا فِي (4) بَنِي قَيْنُقاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِي، فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ مِنَ الصَّوَّاغِينَ، فَنَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنا (5) أَنا أَجْمَعُ لِشارِفَيَّ مِنَ الأَقْتابِ والْغَرائِرِ والْحِبالِ، وَشارِفايَ مُناخانِ (6) إلى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصارِ، حَتَّى جَمَعْتُ ما جَمَعْتُ، فَإِذا أَنا بِشارِفَيَّ قَدْ أُجِبَّتْ أَسْنِمَتُهُما، وَبُقِرَتْ خَواصِرُهُما، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبادِهِما، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ (7) حِينَ رَأَيْتُ (8) الْمَنْظَرَ، قُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذا؟ قالُوا: فَعَلَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وهو فِي هَذا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنَ الأَنْصارِ عِنْدَهُ قَيْنَةٌ وَأَصْحابُهُ، فقالتْ (9) فِي غِنائِها:
/
~ أَلَا يا حَمْزَ لِلشُّرُفِ النِّواءِ (10)
فَوَثَبَ حَمْزَةُ إلى السَّيْفِ، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُما، وَبَقَرَ خَواصِرَهُما، وَأَخَذَ مِنْ أَكْبادِهِما. قالَ عَلِيٌّ: فانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُل على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حارِثَةَ، وَعَرَفَ (11) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي لَقِيتُ، فَقالَ: «ما لَكَ؟» قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما رَأَيْتُ (12) كالْيَوْمِ، عَدا حَمْزَةُ على ناقَتَيَّ (13)، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُما، وَبَقَرَ خَواصِرَهُما، وَها هو ذا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ. فَدَعا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِدائهِ فارْتَدَى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، واتَّبَعْتُهُ أَنا وَزَيْدُ بْنُ حارِثَةَ، حَتَّى جاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فاسْتَأذَنَ عَلَيْهِ، فَأُذِنَ (14) لَهُ، فَطَفِقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلُومُ حَمْزَةَ فِيما فَعَلَ، فَإِذا حَمْزَةُ ثَمِلٌ، مُحْمَرَّةٌ عَيْناهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إلى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إلى وَجْهِهِ، ثُمَّ قالَ حَمْزَةُ: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لأَبِي؟! فَعَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ثَمِلٌ، فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى، فَخَرَجَ وَخَرَجْنا مَعَهُ.


[1] في رواية أبي ذر: «حدَّثني».
[2] في رواية أبي ذر: «الحسينِ».
[3] لفظة: «عليه» ليست في رواية أبي ذر.
[4] في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «مِن».
[5] في رواية أبي ذر: «فبينما».
[6] في رواية أبي ذر: «مناختان».
[7] ضبطت في (ب، ص): «عَيْنِيَّ»، وبهامشهما: كذا في اليونينية الياء مشددة والنون مكسورة.اهـ.
[8] صحَّح هنا في اليونينيَّة.
[9] في رواية أبي ذر: «فقالوا».
[10] بهامش اليونينية: تمامه: ~ وهن مُعَقَّلاتٌ بالفِناء.اهـ. (ب، ص).
[11] في رواية أبي ذر: «فَعَرَفَ».
[12] في (ن): «ما لَقِيْتُ».
[13] بهامش (ب، ص): القاف أو التاء [في (ب): والتاء] من «ناقتي» مكسورة في اليونينية.اهـ.
[14] في رواية أبي ذر: «فَأَذِنَ».