-
سند نسخة الحافظ اليونيني رحمه الله
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
[كتاب التيمم]
-
كتاب الصلاة
-
[كتاب مواقيت الصلاة]
-
[كتاب الأذان]
-
كتاب الجمعة
-
[أبواب صلاة الخوف]
-
[كتاب العيدين]
-
[كتاب الوتر]
-
[كتاب الاستسقاء]
-
[كتاب الكسوف]
-
[أبواب سجود القرآن]
-
[أبواب تقصير الصلاة]
-
[أبواب التهجد]
-
[كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة]
-
[أبواب العمل في الصلاة]
-
[أبواب السهو]
-
[ كتاب الجنائز]
-
[كتاب الزكاة]
-
[أبواب صدقة الفطر]
-
كتاب الحج
-
[أبواب العمرة]
-
[أبواب المحصر]
-
[كتاب جزاء الصيد]
-
[أبواب فضائل المدينة]
-
كتاب الصوم
-
[كتاب صلاة التراويح]
-
[أبواب الاعتكاف]
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
[كتاب الشفعة]
-
[كتاب الإجارة]
-
[كتاب الحوالة]
-
[كتاب الكفالة]
-
كتاب الوكالة
-
[كتاب المزارعة]
-
[كتاب المساقاة]
-
[كتاب الاستقراض]
-
[كتاب الخصومات]
-
[كتاب في اللقطة]
-
[كتاب المظالم]
-
[كتاب الشركة]
-
[كتاب الرهن]
-
[كتاب العتق]
-
[كتاب المكاتب]
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
[كتاب الصلح]
-
[كتاب الشروط]
-
كتاب الوصايا
-
[كتاب الجهاد والسير]
-
[كتاب فرض الخمس]
-
[كتاب الجزية والموادعة]
-
كتاب بدء الخلق
-
[كتاب أحاديث الأنبياء]
-
باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}
-
باب: الأرواح جنود مجندة
-
باب قول الله عز وجل: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه}
-
باب قول الله تعالى: {إنا أرسلنا نوحًا إلى قومه}
-
باب: {وإن إلياس لمن المرسلين*إذ قال لقومه ألا تتقون}
-
باب ذكر إدريس عليه السلام
-
باب قول الله تعالى:{وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله}
-
باب قول الله عز وجل: {وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر}
-
باب قصة يأجوج ومأجوج
-
باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلًا}
-
باب: {يزفون}: النسلان في المشي
-
حديث: إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد
-
حديث: يرحم الله أم إسماعيل لولا أنها عجلت لكان زمزم عينًا معينا
-
معلق الأنصاري: أقبل إبراهيم بإسماعيل وأمه عليهم السلام وهي ترضعه
-
حديث: لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج
-
حديث: أي مسجد وضع في الأرض أول؟قال: المسجد الحرام
-
حديث: هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم إن إبراهيم حرم مكة
-
حديث: ألم تري أن قومك بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم
-
حديث: قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته
-
حديث: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
-
حديث: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق
-
حديث: إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد
-
باب: {ونبئهم عن ضيف إبراهيم}
-
باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد}
-
باب قصة إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام
-
باب: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب} إلى قوله: {ونحن له مسلمون}
-
باب: {ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون}
-
باب: {فلما جاء آل لوط المرسلون*قال إنكم قوم منكرون}
-
باب قول الله تعالى: {وإلى ثمود أخاهم صالحًا}
-
باب: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت}
-
باب قول الله تعالى: {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين}
-
باب قول الله تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر}
-
باب: {واذكر في الكتاب موسى}
-
باب: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون} إلى قوله: {مسرف كذاب}
-
باب قول الله عز وجل: {وهل أتاك حديث موسى*إذ رأى نارًا}
-
باب قول الله تعالى: {وهل أتاك حديث موسى}
-
باب قول الله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشر}
-
باب طوفان من السيل
-
حديث الخضر مع موسى عليهما السلام
-
باب28
-
باب: {يعكفون على أصنام لهم}
-
باب: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرةً}
-
باب وفاة موسى وذكره بعد
-
باب قول الله تعالى: {وضرب الله مثلًا للذين آمنوا امرأة فرعون}
-
باب: {إن قارون كان من قوم موسى} الآية
-
{وإلى مدين أخاهم شعيبًا}
-
باب قول الله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين}
-
باب: {واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر}
-
باب قول الله تعالى: {وآتينا داود زبورًا}
-
باب: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود
-
باب: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب}
-
باب قول الله تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب}
-
باب قول الله تعالى: {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله}
-
باب: {واضرب لهم مثلًا أصحاب القرية}
-
باب قول الله تعالى: {ذكر رحمة ربك عبده زكريا}
-
باب قول الله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت}
-
باب: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك}
-
باب: قوله تعالى: {إذ قالت الملائكة يا مريم}
-
باب قوله: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}
-
باب: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها}
-
باب نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام
-
باب ما ذكر عن بني إسرائيل
-
حديث أبرص وأعمى وأقرع في بنى إسرائيل
-
حديث الغار
-
باب [من ذلك]
-
باب قول الله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل}
-
[كتاب المناقب]
-
[كتاب فضائل الصحابة]
-
[كتاب مناقب الأنصار]
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
[كتاب] فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
[كتاب الحيل]
-
[كتاب التعبير]
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
[كتاب التمني]
-
[كتاب أخبار الآحاد]
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
-
طباق السماع والمقابلة في اليونينية وأصولها
-
راموز اليونينية
3363- قالَ (1) الأَنْصارِيُّ: حدَّثنا ابْنُ جُرَيْجٍ: أَمَّا (2) كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ فَحَدَّثَنِي، قالَ: إِنِّي وَعُثْمانَ بْنَ أَبِي سُلَيْمانَ جُلُوسٌ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقالَ: ما هَكَذا حدَّثني ابْنُ عَبَّاسٍ، قالَ (3): أَقْبَلَ إِبْراهِيمُ بِإِسْماعِيلَ وَأُمِّهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَهْيَ تُرْضِعُهُ، مَعَها شَنَّةٌ _لَمْ يَرْفَعْهُ_ ثُمَّ جاءَ بِها إِبْراهِيمُ وَبابنِها إِسْماعِيلَ (4).
3364- وحَدَّثَنِي (5) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حدَّثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيانِيِّ وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَداعَةَ _يَزِيدُ أَحَدُهُما عَلَى الآخَرِ_ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ (6):
قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوَّلَ ما اتَّخَذَ النِّساءُ الْمِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْماعِيلَ: اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لَتُعَفِّي أَثَرَها عَلَى سارَةَ، ثُمَّ جاءَ بِها (7) إِبْراهِيمُ وَبابنِها إِسْماعِيلَ وَهْيَ تُرْضِعُهُ، حَتَّى وَضَعَهُما (8) عِنْدَ الْبَيْتِ، عِنْدَ دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ (9) فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ بِها ماءٌ، فَوَضَعَهُما هُنالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُما جِرابًا فِيهِ تَمْرٌ، وَسِقاءً فِيهِ ماءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْراهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ أُمُّ إِسْماعِيلَ، فَقالَتْ: يا إِبْراهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنا بِهَذا (10) الْوادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ (11) وَلا شَيْءٌ؟! فَقالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرارًا، وَجَعَلَ لا يَلْتَفِتُ إِلَيْها، فَقالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي (12) أَمَرَكَ بِهَذا؟ قالَ: نَعَمْ. قالَتْ: إِذَنْ لا يُضَيِّعَنا. ثُمَّ رَجَعَتْ، فانْطَلَقَ إِبْراهِيمُ حَتَّى إِذا كانَ عِنْدَ الثَّنِيَّةِ حَيْثُ لا يَرَوْنَهُ، اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْبَيْتَ، ثُمَّ دَعا بِهَؤُلاءِ الْكَلِماتِ (13)، وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقالَ: رَبِّ (14) { إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ (15) } حَتَّى بَلَغَ: { يَشْكُرُونَ } [إبراهيم: 37] وَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْماعِيلَ تُرْضِعُ إِسْماعِيلَ وَتَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْماءِ، حَتَّى إِذا نَفِدَ ما فِي السِّقاءِ عَطِشَتْ وَعَطِشَ ابْنُها، وَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ يَتَلَوَّى _أَوْ قالَ: يَتَلَبَّطُ (16) _ فانْطَلَقَتْ كَراهِيَةَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَوَجَدَتِ الصَّفا أَقْرَبَ جَبَلٍ فِي الأَرْضِ يَلِيها، فَقامَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الْوادِيَ تَنْظُرُ هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفا حَتَّى إِذا بَلَغَتِ الْوادِيَ رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِها، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الإِنْسانِ الْمَجْهُودِ حَتَّى جاوَزَتِ الْوادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ فَقامَتْ عَلَيْها وَنَظَرَتْ (17) هَلْ تَرَى أَحَدًا فَلَمْ تَرَ أَحَدًا،
/
فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ _قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ (18) بَيْنَهُما»_ فَلَمَّا أَشْرَفَتْ عَلَى الْمَرْوَةِ سَمِعَتْ صَوْتًا، فَقالَتْ: صَه _تُرِيدَ نَفْسَها_ ثُمَّ تَسَمَّعَتْ، فَسَمِعَتْ أَيْضًا، فَقالَتْ: قَدْ أَسْمَعْتَ، إِنْ كانَ عِنْدَكَ غِواثٌ (19)، فَإِذا هِيَ بِالْمَلَكِ عِنْدَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بِعَقِبِهِ _أَوْ قالَ: بِجَناحِهِ_ حَتَّى ظَهَرَ الْماءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيَدِها هَكَذا، وَجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ الْماءِ فِي سِقائِها، وَهوَ يَفُورُ بَعْدَما تَغْرِفُ، قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْماعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ _أَوْ قالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ الْماءِ_ لَكانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا». قالَ: فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَها، فَقالَ لَها الْمَلَكُ: لا تَخافُوا الضَّيْعَةَ، فَإِنَّ هاهُنا بَيْتَ اللَّهِ (20)، يَبْنِي هَذا الْغُلامُ وَأَبُوهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ (21) أَهْلَهُ. وَكانَ الْبَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنَ الأَرْضِ كالرَّابِيَةِ، تَأْتِيهِ السُّيُولُ، فَتَأخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمالِهِ، فَكانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ رُفْقَةٌ مِنْ جُرْهُمَ _أَوْ أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ جُرْهُمَ_ مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ كَداءٍ (22)، فَنَزَلُوا فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ، فَرَأَوْا طائِرًا عائِفًا، فَقالُوا: إِنَّ هَذا الطَّائِرَ لَيَدُورُ عَلَى ماءٍ، لَعَهْدُنا بِهَذا الْوادِي وَما فِيهِ ماءٌ، فَأَرْسَلُوا جَرِيًّا أَوْ جَرِيَّيْنِ (23) فَإِذا هُمْ بِالْماءِ، فَرَجَعُوا فَأَخْبَرُوهُمْ بِالْماءِ فَأَقْبَلُوا، قالَ: وَأُمُّ إِسْماعِيلَ عِنْدَ الْماءِ، فَقالُوا: أَتَأْذَنِينَ لَنا أَنْ نَنْزِلَ عِنْدَكِ؟ فَقالَتْ (24): نَعَمْ، وَلَكِنْ لا حَقَّ لَكُمْ فِي الْماءِ. قالُوا: نَعَمْ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْماعِيلَ وَهْيَ تُحِبُّ الإِنْسَ». فَنَزَلُوا وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ، حَتَّى إِذا كانَ بِها أَهْلُ أَبْياتٍ مِنْهُمْ، وَشَبَّ الْغُلامُ وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ، وَأَنْفَسَهُمْ وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ، فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ، وَماتَتْ أُمُّ إِسْماعِيلَ، فَجاءَ إِبْراهِيمُ بَعْدَ ما تَزَوَّجَ إِسْماعِيلُ يُطالِعُ تَرِكَتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ إِسْماعِيلَ، فَسَأَلَ امْرَأَتَهُ عَنْهُ فَقالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنا. ثُمَّ سَأَلَها عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ، فَقالَتْ: نَحْنُ بِشَرٍّ؛ نَحْنُ فِي ضِيقٍ وَشِدَّةٍ. فَشَكَتْ إِلَيْهِ، قالَ: فَإِذا جاءَ زَوْجُكِ فاقْرَئِي (25) عَلَيْهِ السَّلَامَ، وَقُولِي لَهُ يُغَيِّر عَتَبَةَ بابِهِ. فَلَمَّا جاءَ إِسْماعِيلُ كَأَنَّهُ أَنِسَ شَيْئًا. فَقالَ: هَلْ جاءَكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، جاءَنا شَيْخٌ كَذا وَكَذا، فَسَأَلَنا عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، وَسَأَلَنِي: كَيْفَ عَيْشُنا؟ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا فِي جَهْدٍ وَشِدَّةٍ. قالَ: فَهَلْ أَوْصاكِ بِشَيْءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: غَيِّرْ عَتَبَةَ بابِكَ. قالَ: ذاكِ أَبِي، وَقَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُفارِقَكِ، الْحَقِي بِأَهْلِكِ. فَطَلَّقَها، وَتَزَوَّجَ مِنْهُمْ أُخْرَى، فَلَبِثَ عَنْهُمْ إِبْراهِيمُ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَتاهُمْ بَعْدُ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَدَخَلَ عَلَى
/
امْرَأَتِهِ فَسَأَلَها عَنْه. فَقالَتْ: خَرَجَ يَبْتَغِي لَنا، قالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ؟ وَسَأَلَها عَنْ عَيْشِهِمْ وَهَيْئَتِهِمْ، فَقالَتْ: نَحْنُ بِخَيْرٍ وَسَعَةٍ، وَأَثْنَتْ عَلَى اللَّهِ. فَقالَ: ما طَعامُكُمْ؟ قالَتِ: اللَّحْمُ. قالَ: فَما شَرابُكُمْ؟ قالَتِ: الْماءُ. قالَ: اللَّهُمَّ بارِكْ لَهُمْ فِي اللَّحْمِ والْماءِ _قالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ يَوْمَئِذٍ حَبٌّ، وَلَوْ كانَ لَهُمْ دَعا لَهُمْ فِيهِ». قالَ: فَهُما لا يَخْلُو عَلَيْهِما أَحَدٌ بِغَيْرِ مَكَّةَ إِلَّا لَمْ يُوافِقاهُ_ قالَ: فَإِذا جاءَ زَوْجُكِ فاقْرَئِي عَلَيْهِ السَّلَامَ، وَمُرِيهِ يُثَبِّتْ (26) عَتَبَةَ بابِهِ. فَلَمَّا جاءَ إِسْماعِيلُ قالَ: هَلْ أَتاكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، أَتانا شَيْخٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ _وَأَثْنَتْ عَلَيْهِ_ فَسَأَلَنِي عَنْكَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَسَأَلَنِي كَيْفَ عَيْشُنا فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّا بِخَيْرٍ. قالَ: فَأَوْصاكِ بِشَيْءٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، هُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَأمُرُكَ أَنْ تُثْبِتَ عَتَبَةَ بابِكَ. قالَ: ذاكِ أَبِي وَأَنْتِ الْعَتَبَةُ، أَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَكِ. ثُمَّ لَبِثَ عَنْهُمْ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جاءَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِسْماعِيلُ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ تَحْتَ دَوْحَةٍ قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَلَمَّا رَآهُ قامَ إِلَيْهِ، فَصَنَعا كَما يَصْنَعُ الْوالِدُ بِالْوَلَدِ والْوَلَدُ بِالْوالِدِ، ثُمَّ قالَ: يا إِسْماعِيلُ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ. قالَ: فاصْنَعْ ما أَمَرَكَ رَبُّكَ. قالَ: وَتُعِينُنِي؟ قالَ: وَأُعِينُكَ (27). قالَ: فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ هاهُنا بَيْتًا، وَأَشارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى ما حَوْلَها، قالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعا (28) الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ، فَجَعَلَ إِسْماعِيلُ يَأتِي بِالْحِجارَةِ وَإِبْراهِيمُ يَبْنِي، حَتَّى إِذا ارْتَفَعَ الْبِناءُ، جاءَ بِهَذا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ فَقامَ عَلَيْهِ، وَهْوَ يَبْنِي وَإِسْماعِيلُ يُناوِلُهُ الْحِجارَةَ، وَهُما يَقُولانِ: { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [البقرة: 127] قالَ: فَجَعَلا يَبْنِيانِ حَتَّى يَدُورا حَوْلَ الْبَيْتِ وَهُما يَقُولانِ: { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }.
[1] في رواية أبي ذر: «وقال».
[2] في رواية أبي ذر: «قال: أما».
[3] في رواية أبي ذر وابن عساكر: «ولكنه قال». كتبت بالحمرة.
[4] قوله: «ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل» ليس في رواية ابن عساكر وأبي ذر. (لا الحمرة إلى)
[5] في رواية أبي ذر: «حدَّثنا».
[6] قوله: «بن جبير» ليس في رواية أبي ذر.
[7] بهامش اليونينية: في حاشية أصل أصله: من عند: «قال الأنصاري» يؤخر إلى هاهنا. كذا في أكثر النسخ.اهـ.
[8] في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فَوَضَعَهُما».
[9] في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «الزَّمْزَمِ».
[10] في رواية أبي ذر: «في هذا».
[11] هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا، وفي نسخة عنده ورواية أبي ذر: «أَنِيسٌ».
[12] لفظة: «الذي» ليست في رواية أبي ذر.
[13] في رواية أبي ذر: «الدَّعَواتِ».
[14] في رواية أبي ذر عن الكُشْمِيْهَنِيِّ: «رَبَّنا».
[15] في رواية أبي ذر زيادة: «{ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ }».
[16] بهامش (ب، ص): في اليونينية الطاء مفتوحة.اهـ. وفي رواية الكُشْمِيْهَنِيِّ: «يَتَلَمَّظُ».
[17] في رواية أبي ذر: «فنظرت».
[18] في رواية أبي ذر وابن عساكر: «فلذلك سعَى الناسُ».
[19] في رواية أبي ذر: «غُواثٌ».
[20] في رواية أبي ذر والحَمُّويي والمُستملي: «فإنَّ هذا بَيْتُ اللهِ».
[21] ضبطت في (و، ق): «لا يُضَيِّعُ».
[22] هكذا في رواية ابن عساكر أيضًا، وفي نسخة عنده: «كُدَى».
[23] بهامش اليونينية: حاشية: قالَ القاضي عياض: قوله: «فأرسَلُوا جَرِيًّا أو جَرِيَّين»، قالَ الخليل: الجَرِيُّ: الرسول؛ لأنَّك تُجَرِّيه في حوائجك. وقالَ أبو عبيد: هو الوكيل. قالَ ابن الأنباري: الذي يتوكل عند القاضي وغيره، ومنه: «لا يَستَجْرِيَنَّكم الشيطانُ»؛ أي: لا يستتبعنكم فيتخذكم جَرِيًّا كالوكيل.اهـ. وقوله: «لا يَستَجْرِيَنَّكم الشيطانُ» جزء من حديث أخرجه أبو داود في سننه ر: 4806.
[24] في رواية أبي ذر: «قالت».
[25] في رواية أبي ذر: «اقْرَئِي» بهمزة وصل، وضبطت في (ن): «إقرَئِي»، وفي (ق) بالاثنتين معًا.
[26] هكذا ضبطت في (و) هنا وفي الموضع الآتي، وضبطت في (ص): «يُثْبِتْ»، وفي (ق) بالضبطين معًا، وأهمل ضبطها في (ن، ب).
[27] في رواية أبي ذر والكُشْمِيْهَنِيِّ: «فأُعِينُكَ».
[28] في رواية أبي ذر: «رَفَعَ».