غاية التوضيح

باب التسمية على الذبيحة ومن ترك متعمدًا

          ░15▒ (بَابُ التَّسْمِيَةِ عَلَى الذَّبِيحَةِ)
          قولُهُ: / (قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ}) أي: إَّن أكلَهُ ({لَفِسْقٌ}) [الأنعام:121] و(النَّاسِي لَا يُسَمَّى فَاسِقًا) لأنَّه غيرُ مُكلَّفٍ.
          قولُهُ: ({وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ}) [الأنعام:121] أي: يوسوسون إلى بعضٍ من المشركين ({لِيُجَادِلُوكُمْ}) في تحريمِ ما لم يُذكَرِ اسمُ الله عليه.
          في «القسطلانيِّ»: من حقِّ المتديِّن ألَّا يأكلَ ممَّا لم يُذكَرِ اسمُ الله عليه؛ لأنَّ(1) في الآية من التَّشديد العظيم، وتخصيصُ التَّحريمِ بغير النِّسيانِ مذهبُ أبي حنيفةَ ☺ ومشهورُ مذهبِ الشَّافعيَّة، ورُوِيَ عن مالكٍ وأحمدَ ► أنَّ المُرادَ من الآية الميتات وما ذُبِح على غير اسم الله؛ كما قال في آخر السُّورة: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ} إلى قولِهِ(2): {أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ} [الأنعام:145] وأجمعَ المسلمون على أنَّه لا يفسق آكلُ ذبيحةِ المسلم التَّارك للتَّسمية.
          وقال الرَّازي: {وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} [الأنعام:121] جملةٌ حاليَّةٌ، فالمعنى: لا تأكلوا حالَ كونِهِ فسقًا أُهِلَّ لغير الله؛ يعني: إذا ذُكِر غيرُ اسمِ الله تعالى على الذَّبيحة؛ فإنَّه لا يجوز أكلُها؛ لأنَّه(3) فسقٌ انتهى


[1] كذا في الأصل، ولعلَّها: (لِمَا).
[2] في الأصل: (قومه)، وهو تحريفٌ.
[3] زيد في الأصل: (لا يجوز أكلُها؛ لأنَّه)، وهو تكرارٌ.