انتقاض الاعتراض

حديث: من ترك صلاة العصر حبط عمله

          594- (باب التبكير(1) بالصَّلاة في يوم غيم) قال (ح) في حديث بريدة: بكِّروا بالصَّلاة فإنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ».
          اعترض عليه الإسماعيلي فإنَّهُ ليس في الحديث المرفوع التبكير ولا الغيم، فكأنَّهُ ترجم لقول بريدة انتهى.
          ومِن عادة البُخاريِّ أن يترجم ببعض ما يشتمل عليه ألفاظ / الحديث ولم يوردها، ولكن عليه شرطه فلا إيراد عليه.
          قال (ع): ليس هنا ما تشتمل(2) عليه الترجمة مِن لفظ الحديث ولا بيَّن(3) بعضه، فكيف لا يورد عليه إذا ذكر ترجمة ولم يورد عليها(4) شيئًا؟ ولا فائدة في ذكر الترجمة عند عدم الإيراد بشيء، انتهى.
          وفي هذا الكلام _مع ما فيه مِن القلق_ غفلة عمَّا أورده (ح) مِن رواية الإسماعيلي بلفظ: «بَكِّرُوا بِالصَّلاَةِ في يَوْمِ الْغَيْم» الحديثَ، وكأنَّ (ع) لغلبة محبَّة الاعتراض لا يتأمَّل جميع الكلام، والله المستعان.


[1] في (س): «التبكر».
[2] في (س): «يشتمل».
[3] في (د): «بين».
[4] في (س) و(ظ): «عليه».