انتقاض الاعتراض

باب الصلوات الخمس كفارة

          ░6▒ (باب الصَّلوات الخمس كفَّارة)
          قال (ح): قال ابن بزيزة(1) في «شرح الأحكام»: تتوجَّه على حديث العلاء يعني ابن عبد الرَّحمن عن أبيه عن أبي هريرة رفعه: «الصَّلوات الخمس كفَّارة لما بينهما ما اجتُنِبت الكبائر»: يتوجه على هذا إشكال يصعب التَّخلُّص منه، وذلك أنَّ الصَّغائر بنصِّ القرآن مكفِّرة باجتناب الكبائر، وإذا كان كذلك فما الَّذي تكفِّره(2) الصَّلوات الخمس.انتهى.
          والتَّخلص منه بحمد الله تعالى سهل، وذلك أنَّهُ لا يتمُّ اجتناب الكبائر إلَّا بفعل الصَّلوات الخمس، فمَن لم يفعلها لم يُعدَّ مجتنبًا للكبائر؛ لأنَّ تركها مِن / الكبائر فتتوقف على فعلها، انتهى.
          وهو موضع لم اطَّلَعَ على كلام أحدٍ(3) فيه(4)، ولا أظنُّ أنِّي سُبِقْتُ إليه.
          قال (ع): ما نصُّه: فإن قلت: الصَّغائر مكفَّرة باجتناب الكبائر بنصِّ القرآن، فما الذي تكفِّره الصَّلوات الخمس؟ قلت: لا يتمُّ اجتناب الكبائر إلَّا بفعل الصَّلوات الخمس، فمَن لم يفعلها(5) لم يكن مجتنبًا للكبائر؛ لأنَّ تركها مِن الكبائر، فيتوقف التَّكفير على فعلها.
          هذه عبارته بحروفها، والله المستعان.


[1] في (ظ): «بزبزة».
[2] في (س): «تكفر».
[3] في (س): «أُخِذَ».
[4] قوله: ((فيه)) زيادة من (س).
[5] في (س): «فلم كذا يعقلها».