انتقاض الاعتراض

باب نوم المرأة في المسجد

          ░57▒ في (باب نوم المرأة في المسجد)
          قال (ح): في قصَّة الوِشَاح: وقال الفَارسي: لا يُسَمَّى وشاحًا حتى يكون منظومًا بلؤلؤ أو ودع، وقولها: «من سَيُّور» يدلُّ على أنَّهُ كان مِن جلد.
          وقولها: / فحسبته لحمًا لا ينفي كونه مرصَّعًا؛ لأنَّ بياض اللؤلؤ على حمرة الجلد يصير كاللَّحم السَّمين.
          قال (ع): فإن قلت: قوله: مِن(1) سيور، يدلُّ على أنَّ الوِشاح المذكور كان مِن جلد، وكان عليه لؤلؤ فكيف(2) حسبته الحديا لحمًا حتى خطفته؟!
          قلت: لمَّا رأت بياض اللؤلؤ على حمرة الجلد حسبته أنَّهُ لحم سمين فخطفته، انتهى.
          وهذا مثال مِن أمثالٍ لا ينحصر؛ يأخذ كلام الأصل فيدعيه لنفسه ويَسْبِكُ منه سؤالًا وجوابًا قائلًا: قلت، فلله الأمر وهذا حيث لا يتخيَّل أنَّهُ يتوجَّه عليه اعتراض ما و(3) لو كان واهيًا، فإن تخيَّل قال حينئذٍ: قال بعضهم كذا، ثُمَّ يتعقَّبه بما يخطر بباله سواء كان خطأً أم صوابًا وأكثر ما أوردته مِن هذا الموضع بخلاف مَا اختطفَه وادَّعاه، فأنَّهُ لا يدخل تحت الحصر.


[1] قوله: «من» ليس في (س).
[2] في (س): «قلت».
[3] زيادة من (د) و(س) و(ظ).