التلويح شرح الجامع الصحيح

باب التطوع في البيت

          ░37▒ وبَابُ التَّطَوُّعِ فِي البُيوتِ
          تقدم في كراهة الصلاة في المقابر.
          وقوله: (تَابَعَهُ عَبْدُ الوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ) [خ¦1187].
          يعني تابع وُهيبًا، وهو تعليق رواه مسلم عن ابن مثنى عن عبد الوهاب، والإسماعيلي قال: حدَّثنا الحسن: حدَّثنا ابن مثنى وابن خلَّاد، قالا: حدَّثنا عبد الوهاب حدَّثنا أيوب فذكره.
          وعند الطبري من حديث عبد الرحمن بن سابط، عن أبيه، عن النبي صلعم قال: «نوِّروا بيوتكم بذكر الله تعالى، وأكثروا فيها تلاوة القرآن، ولا تتخذوها قبورًا كما اتخذها اليهود والنصارى» الحديث.
          وعن جابر قال النبي صلعم: «إذا قضى أحدكم صلاته في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جلَّ وعزَّ جاعل في بيته من صلاته خيرًا» رواه مسلم.
          قال ابن بطال: روي عن جماعة من السلف أنهم كانوا لا يتطوعون في المسجد، روي ذلك عن حذيفة والسائب بن يزيد والربيع بن خُثيم وسويد بن غفلة.
          وقال آخرون: هذا الحديث إنما ورد في الفريضة، و(مِنْ) للتبعيض؛ كأنه قال: اجعلوا بعض صلاتكم المكتوبة في بيوتكم ليقتدي بكم / أهلكم، ومن لا يخرج منهم إلى المسجد، ومن صلَّى في بيته جماعة فقد أصاب سنة الجماعة وفضلها.
          روى حماد عن إبراهيم قال: إذا صلَّى الرجل مع الرجل فهما جماعة، ولهما التضعيف خمسًا وعشرين درجة. انتهى.
          هذا لعمري جيد لولا ما روى زيد بن ثابت في «الصحيحين» مرفوعًا: «صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإنَّ أفضل صلاة المرء في بيته إلَّا المكتوبة» [خ¦731]..