التلويح شرح الجامع الصحيح

باب من نام أول الليل وأحيا آخره

          ░15▒ بَابُ مَنْ نَامَ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَحْيَا آخِرَهُ
          وَقَالَ سَلْمَانُ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، قَالَ: قُمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلعم: «صَدَقَ سَلْمَانُ».
          هذا التعليق أخبرنا به المسند المعمر: صالح بن مختار الأَشْنَوي الصوفي _ ⌂ _ قراءة عليه وأنا أسمع: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم قراءة عليه: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي: أخبرنا الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني: أخبرنا أبو محمد السمرقندي الحافظ بنيسابور: أخبرنا عبد الصمد بن نصر: أخبرنا أبو العباس البَخْتَري: حدَّثنا أبو حفص البختري: حدَّثنا محمد بن بشار: حدَّثنا جعفر بن عون: حدَّثنا أبو العُمَيس، عن عون بن أبي جُحَيفة، عن أبيه قال: آخى رسول الله صلعم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمانُ أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذِّلة، فقال: ما شأنكِ؟ قالت: إن أخاك أبا الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فلما جاء أبو الدرداء قرَّب إليه طعامًا، وقال: كُلْ فإنِّي صائم، قال: ما أنا بآكل / حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم، فقال له سلمان: نم، ثم ذهب يقوم فقال له: نم، فنام، فلمَّا كان عند الصبح قال له سلمان: قم الآن، فقاما فصليا، فقال: إن لنفسك عليك حقًّا، وإن لربك عليك حقًّا، وإن لضيفك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتيا النبي صلعم فذكرا له ذلك فقال: «صدق سلمان».
          ولما خرَّجه أبو عيسى عن بندار قال: هذا حديث صحيح، وخرَّجه البخاري أيضًا مسندًا في كتاب الأدب من «صحيحه».