التلويح شرح الجامع الصحيح

سورة آل عمران

          ░░░3▒▒▒ سُوْرَةُ آلِ عِمْرَانَ
          قال مقاتل: هي مدنية كلها.
          وقال صاحب «مقامات التنزيل»: لم يبلغنا في ذلك خلاف.
          وحكى غيره الإجماع، قال ابن إسحاق: سمعت جعفر بن محمد ومحمد بن جعفر بن الزبير يقولان في سبب نزول هذه السورة: قدوم وفد نجران.
          وقال البخاري ☼: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {الْمُسَوَّمَةِ}: المُطَهَّمَةُ الحِسَانُ.
          هذا التعليق رواه عبد، عن روح، عن شِبْل، عن ابن أبي نَجيح، عن مجاهد، وحدثنا أبو نعيم وقَبيصة عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عنه.
          وفي «تفسير الطبري» حدَّثنا محمد قال: حُدِّثت عن عمارة / [قال: حدثنا] ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن ليث، عن مجاهد أنه كان يقول: «الخيل المسومة هي الخيل الراعية»، وحكاه أيضًا عن ابن عمر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى وابن عباس والحسن والربيع.
          وعن ابن عباس: «المسوَّمة: المعلمة»، وكذا ذكره قتادة.
          وقال ابن زيد: «هي العدَّة للجهاد».
          قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: هي المعلمة.
          قال البخاري: قَالَ سعيد بنُ جُبَيْرٍ: {وَحَصُورًا}[آل عمران:39]: لَا يَأْتِي النِّسَاءَ.
          ذكر هذا التعليق عبد فقال: حدَّثنا جعفر بن عبد الله السلمي، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن وسعيد بن جبير وعطاء وأبي الشعثاء أنهم قالوا: السيِّد الذي يغلب غضبه، والحصور الذي لا يغشى النساء.
          ولما ذكره ابن أبي حاتم عن ابن عباس، قال: ورُوِيَ عن ابن مسعود وسعيد بن جبير وأبي صالح، وهو أحد قولي الضحاك وعكرمة ومجاهد وعطية.
          وقال البخاري: وَقَالَ عِكْرِمَةُ: {مِنْ فَوْرِهِمْ}: مِنْ غَضَبِهِم.
          هذا التعليق رواه الطبري في «تفسيره» عن.
          قال البخاري: وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {يُخْرِجُ الْحَيَّ}[الأنعام:95]، النُّطْفَةِ تَخْرُجُ مَيِّتَةً، فيُخْرِجُ مِنْهَا الحَيّ.
          هذا التعليق رواه محمد بن جرير، عن القاسم: حدَّثنا الحسين: حدَّثنا حجاج عن ابن جريج، عنه، قال: وحدثني محمد بن عمرو: حدَّثنا أبو عاصم، عن ابن أبي نَجيح، عنه.
          وحكاه أيضًا عن ابن مسعود والضحاك والسُّدي وإسماعيل بن أبي خالد وقتادة وسعيد بن جبير.
          وعن عكرمة: «هي البيضة تخرج من الحي وهي ميتة، ثم يخرج منها الحي».
          وعن أبي مالك: «النخلة من النواة والنواة من النخلة، والحبة من السنبلة، والسنبلة من الحبة».
          وقال الحسن / : كلامه وأيمان مؤكدة.... والاشكال، قال: وإلى نحو ما ذكرا .... ومحمد ابن إسحاق.
          وقال جابر بن عبد الله _وهو مقتضى قول الشعبي والثوري وغيرهم_: المحكمات من آي الكتاب العزيز: ما عُرِف تأويله وفهم معناه وتفسيره، والمتشابه ما لا سبيل لأحد إلى علمه مما استأثر الله تعالى بعلمه دون خلقه.
          قال بعضهم: مثل قيام الساعة، وخروج يأجوج ومأجوج، والدجال، ونحو الحروف المقطعة في أوائل السور وشبهها.
          وقال الربيع بن خُثيم: إن الله جلَّ وعزَّ أنزل القرآن واستأثر منه بعلم ما شاء.
          وقد قيل: إن القرآن العظيم كله محكم لقوله: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ}[هود:1]، وقيل: كله متشابه لقوله تعالى: {مُتَشَابِهًِا مَثَانِيَ}[الزمر:23].
          قال أبو عبد الله القرطبي: ليس هذا من معنى الآية في شيء؛ فإن قوله: {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} أي: في النَّظم، وأنه حق من عند الله جلَّ وعزَّ، ومعنى: {كِتَابًا مُتَشَابِهًا} أي: يشبه بعضه بعضًا، وليس المراد بقوله: {آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ...وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٍ} هذا المعنى، إنما المتشابه هنا من باب قوله: {إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا}.
          وقال الطبري: المحكمات هن اللواتي قد أحكمن بالبيان والتفصيل، وأثبتت حجتهن وأدلتهن على ما جُعلن أدلة عليه، ثم وصف هؤلاء المحكمات بأنهن أم الكتاب؛ أي: أصله من فرائض وحدود وسائر ما بالخلق إليه الحاجة.
          وسموا أهل الكتاب؛ لأنهن معظم الكتاب، وموضع مَفزَع أهله عند الحاجة إليه، ووحَّد {أُمُّ الكِتَابِ}؛ لأنه أراد أن جميع الآيات المحكمات أم الكتاب، لا أن كل آية منهن أم الكتاب، ولو كان معناه أن كل آية منهن أم الكتاب لقيل: أمهات الكتاب.
          وقال بعض نحويي البصرة: إنما قيل: {هُنَّ} على وجه الحكاية.
          قال أبو جعفر: وهو قول لا معنى له.
          و{أُخَرُ}: جمع أخرى، قال بعضهم: لم يصرف من أجل أنها نعت، كما لا تصرف / «جُمَع» و«كُتَع»؛ لأنهن نعوتٌ.
          [وقال آخرون]: إنما لم تصرف لزيادة الياء التي في واحدتها، وأن جمعها مبني على واحدها في ترك الصرف: كحمراء وبيضاء، في النكرة والمعرفة؛ لزيادة المد فيها والهمز، ثم افترق جمع «حمراء» و«أخرى»، فبنى جمع «أخرى» على واحدته، فترك صرفها وبنى جمع «حمراء» و«بيضاء» على خلاف واحدته فصرف، فقيل: «حمر» و«بيض»، فلاختلاف حالتهما في الجمع اختلفَ إعرابهما عندهم في الصرف، ولاتفاق حالتيهما في الواحدة اتفقت حالتاهما فيها.