تعليقة على صحيح البخاري

باب الاستراحة في المنام

          ░30▒ (بَابُ الاسْتِرَاحَةِ فِي الْمَنَامِ).
          المراد هنا _والله أعلم_ : إثبات خلافتها، والإخبار عن مدَّة ولايتها، وعمَّا يجري عليه أحوال أمَّته في أيَّامهما؛ فشبَّه أمر المسلمين بالقليب؛ وهي البئر؛ وذلك لما يكون فيها من الماء الذي به الحياة وصلاح البلاد، وشبَّه(1) الوالي عليهم والقائم بأمورهم بالنَّازع الذي يستقي(2) [الماء و] يقربه(3) من الوارد، وَنَزْعُ أبي(4) بكر ذنوبًا أو ذنوبين على ضعف فيه، إنَّما هو قصر مدَّة خلافته، والذَّنوبان مثل [ما] في السَّنتين اللَّتين وليهما وأشهر بعدهما، وانقضت أيَّامه في قتال أهل الرِّدَّة، / وإصلاح أهل الدَّعوة، ولم يفرغ لافتتاح الأمصار، وجباية الأموال؛ فذلك ضعف نزعه، وأمَّا عمر؛ فطالت(5) أيَّامه، واتَّسعت ولايته، وفتح الله على يديه العراق، والسواد، وأرض مصر، وكثيرًا من بلاد الشام، وقد غنم أموالها وقسَّمها في المسلمين؛ فأخصبت رحالهم، وحسنت بها أحوالهم، وكان جودة نزعه مثلًا لما نالوا من الخير في زمانه.


[1] في (أ): (وسنة).
[2] في (أ): (يسقي).
[3] في (أ): (بقربه).
[4] في (أ): (أبو).
[5] في (أ): (فطال).