تعليقة على صحيح البخاري

باب ما يكره من الاحتيال في الفرار من الطاعون

          ░13▒ (بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الاحْتِيَالِ فِي الْفِرَارِ مِنَ الطَّاعُونِ)؛ الحديث.
          (الوَبَاء): يمدُّ ويقصر، والفرار من الطَّاعون غير جائز، والمعنى في النَّهي عن الفرار منه كأنَّه يفرُّ من قدر الله وقضائه، وهذا لا سبيل إليه لأحد؛ لأنَّ قدره لا يغيب.
          قوله: (لَا تَقْدَمُوا(1) عَلَيْهِ): يريد: أنَّ مُقامك بالموضع الذي لا وباء فيه أسكنُ لنفوسكم وأطيب لعيشكم، وفيه: روي: أنَّ أبا عبيدة استقبل عمر فقال: جئتَ بأصحاب رسول الله صلعم تُدخِلهم أرض الطَّاعون الذين هم أئمَّةٌ يُقتدى بهم؟! فقال عمر: يا أبا عبيدة؛ شككتَ؟ فقال أبو عبيدة: [أشاكًّا] كان يعقوب إذ قال لبنيه: {لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ} [يوسف:67] ؟! فقال: عمر: والله لأدخلنَّها، فقال أبو عبيدة: والله لا تدخلها أبدًا، فردَّه.


[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة»: (فلا تقدموا).