تعليقة على صحيح البخاري

باب {وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}

          ░16▒ (بَابٌ: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ}(1) [الأعراف:43] ، {لَوْ أَنَّ اللهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [الزمر:57] / )؛ الحديث.
          نصَّ أنَّ الله تعالى انفرد بخلق الهدى والضَّلال، وأنَّه أقدر العباد على اكتساب ما أراد منهم اكتسابهم له من إيمان أو كفر، وأنَّ ذلك ليس للعباد كما زعمت القدريَّة، وردَّ عليٌّ ☺ على بعض القدريَّة فقال له: ويلك! خالفتم الله، [وخالفتم الملائكة، وخالفتم أهل الجنَّة، وخالفتم أهل النَّار، وخالفتم الأنبياء] ، وخالفتم الشَّيطان؟! فأمَّا خلافكم الله سبحانه؛ فقوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص:56] ، وأمَّا خلافكم الملائكة؛ فقولهم: {لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} [البقرة:32] ، وأمَّا خلافكم الأنبياء؛ فقول نوح: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ} [هود:34] ، وأمَّا خلافكم أهل الجنَّة؛ فقولهم: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} [الأعراف:43] ، وأمَّا خلافكم أهل النَّار؛ فقولهم: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ} [المؤمنون:106] ، وأمَّا خلافكم الشَّيطان؛ فقول إبليس: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الحجر:39] ، وسأل رجلٌ عليًّا ☺ عن القدر، فقال: طريق مظلم، فلا تسلكْه، وقيل: بحر عميق، فلا تلجْه، إنَّ الله يفعل في خلقه، وهو القويُّ الحميد.


[1] في (أ): (لنا)، وهو تحريف.