تعليقة على صحيح البخاري

باب {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس}

          ░10▒ (بَابٌ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً} [الإسراء:60]).
          قوله: ({إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}): قيل: إنَّما فتن النَّاس بالرُّؤيا والشَّجرة؛ لأنَّ جماعة ارتدُّوا، وقالوا: كيف يُسرَى به إلى بيت المقدس في ليلة واحدة، وقالوا لمَّا أنزل الله شجرة الزَّقوم(1) : كيف يكون في النار شجرةٌ لا تأكلها ولا تحرقها، وقودها الحجارة، فكانت فتنة لقوم، وصدَّق قوم؛ منهم: أبو بكر؛ ولذا سمِّي صدِّيقًا في ذلك اليوم.
          فإن قلت: لم يذكر في القرآن لعن هذه الشَّجرة؟ فعنه جوابان: أنَّه قد لعن آكلها؛ وهم الكفَّار؛ كما قال: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ. طَعَامُ الْأَثِيمِ} [الدخان:43- 44] ، والثَّاني: يقال لكلِّ طعام مكروه: ملعون، والرُّؤيا جعلها فتنةً لهم في تكذيب النَّبيِّ صلعم الصَّادق، وكان زيادة في طغيانهم.


[1] زيد في (أ): (قالوا)، ولعلَّه تكرار.