تعليقة على صحيح البخاري

باب: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون}

          ░9▒ (بَابٌ: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} (1) [الأنبياء:95]).
          المعنى: حرام على قرية أردنا هلاكها التَّوبة من كفرهم، وقوله ◙: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنى): فأخبر أنَّ الزِّنى ودواعيه كلُّ ذلك مكتوب مقدَّر على العبد غير خارج من سابق قدره.
          قوله: (أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ): إدراكه له مِن أجل أنَّ الله تعالى كتبه عليه.
          وقوله: (أَشْبَهَ اللَّمَم(2)): يريد قوله: {إِلَّا اللَّمَمَ} [النجم:32] ، والنَّظر والنُّطق مِن اللَّمم، و(اللَّمم): صغار الذُّنوب، وهي(3) مغفورة باجتناب الكبائر، قال ابن مسعود: العينان تزنيان بالنَّظر، والشَّفتان تزنيان وزناهما التَّقبيل، واليدان تزنيان وزناهما اللَّمس، والرِّجلان تزنيان وزناهما المشي، وقيل: اللَّمم: الصَّغائر، مَن اجتنب الزِّنى بفرجه؛ كذَّب زنى جوارحه، ومن فعله بفرجه؛ فقد صدَّق زنى جوارحه، فيؤاخذ بإثم ذلك كلِّه.
          قوله: (وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِيه(4)): / دليل على أنَّ فعل العبد ما نهاه الله عنه مع تقدُّم تقديره له، وأنَّ الله تعالى غنيٌّ اختار مَن أراد، وطرد من أراد، وعلى هذا: علق العقاب والثواب.


[1] زيد في (أ): (أهل)، والمثبت موافق للتِّلاوة.
[2] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة»: (باللمم).
[3] في (أ): (هي).
[4] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة»: (وتشتهي).