تعليقة على صحيح البخاري

باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه

          ░6▒ (بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يَسْتَحِلُّ الْخَمْرَ وَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ).
          حديث مالك الأشعريِّ: (وَاللهِ مَا كَذَبَنِي: سَمِعَ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ: لَيَكُونَنَّ فِي(1) أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ، وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ...)؛ الحديث.
          قوله: (الحر): هو ممَّا اختلف الحفَّاظ في ضبطه، الحرَّ: [قال الداوديُّ: أحسب أنَّ] قوله: (الخز) ليس بمحفوظ؛ لأنَّ كثيرًا من الصَّحابة لبسوه، ويحتمل: أن يكون محفوظًا أن يريد: جمع الحر [والحرير] ، [وقال القاضي وصاحب «المطالع»:] فرج المرأة.
          و(المعازف): آلات اللَّهو، قاله في «الصِّحاح»، وقيل: المعازف: الملاهي.
          و(العَلَم): الجبل.
          ومعنى (يَرُوحُ عَلَيْهِمْ): أي: بالعشيِّ.
          وقوله: (فَيُبَيِّتُهُمُ اللهُ): أي: يهلكهم ليلًا، و(البيات): إتيان العدوِّ ليلًا، قال تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ}(2) [الأعراف:97] .
          قوله: (وَيَضَعُ الْعَلَمَ): أي: يرمي بالجبل(3) أو يخسف به، وقيل: إن كان العلم بناءً؛ فيهدمه، وإن كان جبلًا؛ فيدكدكه(4) .
          قوله: (وَيُمْسَخُ الآخَرُونَ(5) قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة): يعني: ممَّن لم يهلكهم في البيات، والمسخ في حكم الجواز في هذه الأمَّة إن لم يأت خبر بوقع جوازه، وقد رويت أحاديث ليِّنة الأسانيد: «إنَّه سيكون في أمَّتي خسف ومسخ» عن رسول الله صلعم ، ولم يأت ما يرفع ذلك، والمراد به: مسخ القلوب، حتَّى لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، وقيل: / القرآن يرفع، ولا مسخ أكبر من هذا، فمسخ هذه الأمَّة تعجيل هلاكها.


[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة»: (من).
[2] في (أ): (أو هم)، والمثبت موافق للتلاوة.
[3] في (أ): (الجبل).
[4] في (أ): (فيه كدكه).
[5] كذا في (أ): وفي «اليونينيَّة»: (وَيَمْسَخُ آخَرِينَ الآخرون).