مختصر صحيح البخاري رضي الله عنه وشرح غريبه

كتاب الشركة

          (░30▒)كِتَابُ الشَّرِكَةِ والرُهُوْنِ
          ░1▒ (باب الشَّركة في الطَّعام والعُروض، وكيف القِسْمة في(1) النَّهد).
          1224- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: (بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلعم بَعْثًا قِبَلَ السَّاحِلِ، / وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ وَهُمْ ثَلاَثُ مِائَةٍ وَأَنَا فِيهِمْ، فَخَرَجْنَا(2) حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَنِيَ الزَّادُ، فَأَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِأَزْوَادِ ذَلِكَ الجَيْشِ، فَجُمِعَ ذَلِكَ كُلُّهُ، فَكَانَ مِزْوَدَيْ تَمْرٍ، فَكَانَ يُقَوِّتُنَا كُلَّ يَوْمٍ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى فَنِيَ، فَلَمْ يَكُنْ يُصِيبُنَا إِلَّا تَمْرَةٌ تَمْرَةٌ، فَقُلْتُ: وَمَا تُغْنِي تَمْرَةٌ؟ فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَنِيَتْ، قَالَ: ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى البَحْرِ، فَإِذَا حُوتٌ مِثْلُ الظَّرِبِ، فَأَكَلَ مِنْهُ ذَلِكَ الجَيْشُ ثَمَانِيَ(3) عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِضِلَعَيْنِ مِنْ أَضْلاَعِهِ فَنُصِبَا(4) ثُمَّ أَمَرَ بِرَاحِلَةٍ، فَرُحِلَتْ ثُمَّ مَرَّتْ مِن تَحْتِهِمَا(5) فَلَمْ تُصِبْهُمَا). [خ¦2483]
          1225- وعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: (خَفَّتْ أَزْوَادُ القَوْمِ وَأَمْلَقُوا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صلعم فِي نَحْرِ إِبِلِهِمْ، فَأَذِنَ لَهُمْ(6)، فَلَقِيَهُمْ عُمَرُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: مَا بَقَاؤُكُمْ بَعْدَ إِبِلِكُمْ؟ فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلعم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَقَاؤُهُمْ بَعْدَ إِبِلِهِمْ(7)؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : «نَادِ فِي النَّاسِ، فَيَأْتُونَ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ(8)»، فَبُسِطَ لِذَلِكَ نِطَعٌ، وَجَعَلُوهُ عَلَى النِّطَعِ(9)، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلعم فَدَعَا وَبَرَّكَ عَلَيْهِ(10)، ثُمَّ دَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ، فَاحْتَثَى النَّاسُ حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ). [خ¦2484]
          1226- وعن رَافع بن خَدِيجٍ، قَالَ: (كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلعم العَصْرَ، فَنَنْحَرُ جَزُورًا فَتُقْسَمُ عَشْرَ قِسَمٍ، فَنَأْكُلُ لَحْمًا نَضِيجًا قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ). [خ¦2485]
          1227- وعَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعريِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم : (إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ). [خ¦2486]
          الغَريب:
          (الظَّرِب): الجُبيل الصَّغير، وهو بفتح الظَّاء(11) وكسر الرَّاء. و(رُحِّلَت) _مشدَّدة(12) الحاء_ جُعل عليها رَحْلُها. و(احْتَثَى): _هو بالحَاء المهملة وبالتَّاء والثَّاء المثلَّثة(13)_ يعني(14): أخذ(15) بأيديهم حَثْوة حَثْوة. و(النَّهْد): هو أن يَنْهَدَ كلُّ واحد مِن الجماعة بما عنده مِن الطَّعام، فيجمعَه معَ غيره ليُقسم؛ أي يتقدَّم بذلك، ومِنه: نهدُ المرأة.


[1] في (و): (وفي).
[2] في الأصل و(و): (فرحنا).
[3] في الأصل و(و): (ثمانية).
[4] في (و): (فنصبها).
[5] في (و): (تحتها).
[6] قوله: (فإذن لهم) ليس في الأصل و(و).
[7] في طبعة الدكتور رفعت حفظه الله: (إبلكم).
[8] في طبعة الدكتور رفعت حفظه الله: (يأتون بفضل أزواد).
[9] قوله: (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم : «نَادِ فِي النَّاسِ، فَيَأْتُونَ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ»، فَبُسِطَ لِذَلِكَ نِطَعٌ، وَجَعَلُوهُ عَلَى النِّطَعِ) ليس في الأصل و(و).
[10] قوله: (عليه) ليس في الأصل و(و).
[11] في الأصل و(و): (الضاد).
[12] في الأصل: (مشدد).
[13] في طبعة الدكتور رفعت حفظه الله: (وبالتاء المثلثة).
[14] في الأصل: (يعنوا).
[15] في (و): (أخذوا).