مختصر صحيح البخاري رضي الله عنه وشرح غريبه

[كتاب الأذان]

          (░10▒) كِتَاب الأَذَانِ
          ░1▒ (باب بدْء الأذان وفضْله وصِفته)
          339- عن ابن عمر، قال: (كَانَ المُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلاَةَ لَيْسَ يُنَادَى لَهَا، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ بُوقًا مِثْلَ قَرْنِ اليَهُودِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلاَ تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بِالصَّلاَةِ؟ فَقَالَ(1) رَسُولُ اللهِ صلعم : قُمْ يَا بِلاَلُ فَنَادِ بِالصَّلاَةِ). [خ¦604]
          340- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ(2) ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا(3) قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ المَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، واذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى). [خ¦608]
          341- وعَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ: (إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ وَالبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلاَةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ(4) إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلعم ). [خ¦609]
          342- وعن أنسٍ: (لَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ: ذَكَرُوا أَنْ يَعْلَمُوا وَقْتَ الصَّلاَةِ بِشَيْءٍ يَعْرِفُونَهُ، فَذَكَرُوا أَنْ يُورُوا نَارًا أَوْ يَضْرِبُوا نَاقُوسًا، فَأُمِرَ بِلاَلٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ، وَأَنْ يُوتِرَ الإِقَامَةَ). [خ¦606]
          قال إسْماعيل: فذكرتُ لأيُّوب فقال(5): إلَّا الإقامة.
          الغَريب:
          (يَتَحَيَّنُون): يَرْقُبون حِين الصَّلوات. و(النِّداء بالصَّلاةِ): هو الأذان لها، وإنَّما يصيب الشَّيطان عند الِّنداء ما ذُكر لشدَّة غيظه وحَنَقه مِن أجل الإعْلان بالصَّلاة، والدُّعاء لها، واجتماع المسلمين / لفعلها، ولما يُغفر عند ذلك مِن الذُّنوب، وهذا نحو ممَّا يلحقُه يوم عَرَفَة. و(يَخْطُر): يَجُول بما يورده مِن الوَساوس. و(المَدَى): الغَاية. ويعني بقوله: (وَلَا شَيْء) الملائكةَ؛ إذ(6) لم يذكرهم، فإنْ قيل: إنَّ اسم الجنِّ قد تناولهم لأنَّهم يَسْتَجِنُّون عن الأبْصار. قيل: فيكون المراد به كلُّ رطبٍ ويابسٍ كما قد جاء ذلك في بعض الأحاديث. والله أعلم.
          وقوله (إلَّا الإِقَامَة) يعني بها قول المقيم: قد قامتِ(7) الصَّلاة، فإنَّه يُشْفَع.


[1] في الأصل: (وقال).
[2] في طبعة الدكتور رفعت حفظه الله: (له) بدون واو.
[3] قوله: (إذا) ليس في الأصل.
[4] قوله: (ولا شيء) ليس في الأصل.
[5] قوله: (فقال) ليس في الأصل.
[6] في الأصل: (إذا).
[7] في (و): (قد قامت) تكرر.