مختصر صحيح البخاري رضي الله عنه وشرح غريبه

كتاب الاعتكاف

          (░21▒)كِتابُ الاعْتِكَافِ ولَيْلةَ القَدْرِ
          ░1▒(باب الاعْتكافِ مِن نوافل الخير، ويلزم بالنَّذْرِ) /
          837- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ العَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا(1)). [خ¦2044]
          838- وعَنْ عَائِشَةَ _زَوْجِ النَّبِيِّ صلعم _: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ). [خ¦2026]
          839- وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: (يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي نَذَرْتُ فِي الجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلعم : أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَاعْتَكَفَ لَيْلَةً). [خ¦2032]
          قوله: (فِي الجَاهليَّةِ) ظاهرُه أنَّه يعني بها الوقت الَّذي كَان هوَ على الجَاهلية، ويُبعده أنَّ الكَافر لا يلزمه مَا نذره في حالة كفره، إمَّا لأنَّهم(2) ليسوا مخاطبين بالفروع، وإمَّا لأنَّ الإسلام يجُبُّ ما كان قبلَه على تقدير لُزوم ذلك. ويحتمل أنْ يكون النَّذر وقع مِن عمرَ بعد إسلامه لكنْ في زمنٍ غلبة الجاهليَّة وكثرتها، فأخبرَ عن ذلك، فكأنَّه أخبر أنَّ ذلك النَّذر وقع منه في أوَّل الإسْلام وقلَّته وغلبة الجاهليَّة وكثرتها، وهو تأويل يُعَضِّدهُ(3) ما ذكرناه.


[1] قوله: (يومًا) ليس في الأصل و(و).
[2] في الأصل: (أنهم).
[3] في الأصل و(و): (ويعضده).