مختصر صحيح البخاري رضي الله عنه وشرح غريبه

كتاب الزكاة

          (░19▒)كِتَاَبُ الزَّكَاةِ
          ░1▒ (باب وجوب الزَّكاة، وحكم مانعها، وبيان الكَنْزِ ما هو؟)
          710- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلعم بَعَثَ مُعَاذًا ☺ إِلَى اليَمَنِ، فَقَالَ: (ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ). [خ¦1395]
          711- وعن أبي هريرة قَالَ: (لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلعم وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ العَرَبِ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ، قَالَ عُمَرُ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَدْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الحَقُّ). [خ¦1399]
          712- وعنه قال: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : (مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ _يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ_ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلاَ: {وَلَا(1) يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} الآية[ آل عمران 180]). [خ¦1403]
          713- وعَنْ خَالِدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: (خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: أَخْبِرْنِي عَنْ(2) قَوْلِ اللهِ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ}[التوبة:34]قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ كَنَزَهَا وَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا ، فَوَيْلٌ لَهُ، إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنْزَلَ الزَّكَاةُ، فَلَمَّا نَزَلَتْ جَعَلَهَا اللهُ طُهْرًا لِلْأَمْوَالِ). [خ¦1404]
          714- وعن الأحنف بن قَيْسٍ، قَالَ: (جَلَسْتُ إِلَى مَلَإٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَجَاءَ رَجُلٌ خَشِنُ الشَّعَرِ وَالثِّيَابِ وَالهَيْئَةِ، حَتَّى قَامَ عَلَيْهِمْ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: بَشِّرِ الكَانِزِينَ بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ(3) فِي نَارِ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفِهِ(4)، / وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيِهِ يَتَزَلْزَلُ، ثُمَّ وَلَّى، فَجَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ، وَتَبِعْتُهُ وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَأَنَا لاَ أَدْرِي مَنْ هُوَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: لاَ أُرَى القَوْمَ إِلَّا قَدْ كَرِهُوا مَا قُلْتَ، قَالَ: إِنَّهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا، قَالَ لِي خَلِيلِي. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ خَلِيلُكَ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلعم (5): يَا أَبَا ذَرٍّ أَتُبْصِرُ أُحُدًا؟ قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى الشَّمْسِ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ، وَأَنَا أُرَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم يُرْسِلُنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ كُلَّهُ إِلَّا ثَلاَثَةَ دَنَانِيرَ، وَإِنَّ هَؤُلاَءِ لاَ يَعْقِلُونَ، إِنَّمَا يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا، لاَ وَاللهِ، لاَ أَسْأَلُهُمْ دُنْيَا وَلاَ أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ حَتَّى أَلْقَى اللهَ). [خ¦1407]
          الغريب:
          (مُثِّل): صُوِّرَ. و(الشُّجَاع): مِن الحيَّات، والَّذي يقوم على ذَنَبِه، ويواثبُ القائم والفارس. ويجمع: أَشْجِعَة وشُجْعَان. قاله اللِّحْيَانِيُّ. (والأقرع) منها: هو الذي تَقَرَّعَ رأسُه مِن السُّمِّ. و(الزَّبِيبَتَان): نابان يخرجان مِن فِيه. قاله الحربيُّ. وقيل: هما أَثَران في جانبي فمه مِن السُّمِّ، ويكون مِثْلُهَا في جانبي الفم المكثر مِن الكلام.
          و(اللِّهْزِمَة): الشِّدْقُ. و(الرَّضْفُ): الحِجَارة الْمُحْمَاة. و(العَنَاق): الجَذَع مِن المعز.
          وقوله: (قَالَ: قُلْتُ: وَمَنْ خَلِيْلُكَ؟)، كلام معترِض بين قول أبي ذرٍّ: (قَالَ خَلِيلِيْ: يَا أَبَا ذَرٍّ). ولم يجبهُ أبو ذرٍّ على ذلك القول المُعْتَرِضِ، لكن حصل جوابه لَمَّا قال: (فَأَنَا أُرَى أنَّ رَسُولَ الله يُرْسِلُنِيْ).


[1] في الأصل: (لا).
[2] قوله: (عن) ليس في الأصل.
[3] في الأصل تحتمل: (عليهم).
[4] في طبعة الدكتور رفعت حفظه الله: (كتفيه) وكذلك التي بعدها.
[5] قوله: (قَالَ النَّبِيُّ صلعم ) ليس في الأصل.