مختصر صحيح البخاري رضي الله عنه وشرح غريبه

[كتاب العيدين]

          (░13▒) كِتَابُ العِيْدَيْنِ
          ░1▒(باب التَجَمُّل واللَّعب بالسِّلاح، وإباحة غِنَاء الجَوَارِي يوم العِيد)
          509- عن عبد الله بن عمر، قَالَ: (أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللهِ صلعم ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْتَعْ(1) هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالوُفُودِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلعم : إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ، فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَلْبَثَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلعم بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ، فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ فَأَتَى بِهَا(2) رَسُولَ اللهِ صلعم ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: إِنَّكَ قُلْتَ: إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ؛ وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الجُبَّةِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلعم : تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ(3) بِهَا حَاجَتَكَ). [خ¦948]
          وفي رواية: ((وَجدَ عمرُ حُلَّةَ إستبرق تُباع في السُّوق فأتى بها رسولَ الله صلعم فقال: يا رسول الله! ابْتعْ هَذه الحُلَّة، تجمَّل(4) بها للعيد وللوفود...)) الحديثَ نحوه.
          510- وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: (دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلعم وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم ؟! فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلعم وقَالَ: دَعْهُمَا، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا خَرَجَتَا، وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ، وَإِمَّا قَالَ: تَشْتَهِينَ(5) تَنْظُرِينَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ: دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ، حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ، قَالَ: حَسْبُكِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَاذْهَبِي). [خ¦949]
          وفي رواية: ((قَالَتْ: / دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ، قَالَتْ(6): وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَبِمَزَامِيرُ(7) الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلعم ؟ _وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ_ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا)).
          الغَريب:
          (الدِّيبَاجُ): ما غَلُظَ مِن ثِياب الحَرير. و(الإسْتَبْرَق): مَا لان منه. و(الخَلاَق): الحظُّ والنَّصيب. و(الوُفود): جمع وَفد وهمْ الزُّوَّار. (بُعَاثٌ): _بالعين المهملة_ وهو يوم كان فيه بين الأَوس والخَزْرج حربٌ عظيمةٌ في الجاهلية. و(المَزَامِيرُ): الأصوات، واحدها مِزْمَار وَمُزْمُور.


[1] في الأصل و(و): (أبتاعُ).
[2] زاد في (و): (إلى).
[3] في الأصل و(و): (وتصيب).
[4] في (و): (تتجمل).
[5] في (و): (لتشتهين).
[6] في (و): (قال).
[7] في (و): (أمزامير).