مختصر صحيح البخاري رضي الله عنه وشرح غريبه

كتاب الحيل

          (░65▒)كِتَابُ الحِيَلِ
          ░1▒ (بابُ مَن تَرَك الحِيل الَّتي تُفْضِي إلى تغيير الشَّرائع، وأنِّ لكلِّ امْرئٍ ما نَوَى في الأَيْمَانِ وَغَيْرهِ)
          وقد تقدَّم قوله صلعم : ((وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى)).
          وقوله: ((لَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُفْتَرِقٍ؛ خَشْيةَ(1) الصَّدَقة)).
          3059- عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: (أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ(2)؟ قَالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا(3) فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ؟ قَالَ: شَهْرَ رَمَضَانَ إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ شَيْئًا، قَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ؟ قَالَ: فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلعم بشَرَائِعِ الإِسْلاَمِ، قَالَ(4): وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، لاَ أَتَطَوَّعُ شَيْئًا، وَلاَ أَنْقُصُ مِمَّا فَرَضَ اللهُ عَلَيَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ _أَوْ: أُدْخِلَ(5) الجَنَّةَ إِنْ صَدَقَ_). [خ¦6956]
          قال البخاري: وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: فِي عِشْرِينَ وَمِائَةِ حِقَّتَانِ، فَإِنْ أَهْلَكَهَا(6) مُتَعَمِّدًا، أَوْ وَهَبَهَا، أَوِ احْتَالَ فِيهَا فِرَارًا مِنَ الزَّكَاةِ، فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ.
          3060- وأوردَ بعد هذا القول مِن حديث أبي هريرة: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم : (يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ، يَفِرُّ مِنْهُ صَاحِبُهُ، ويَطْلُبُهُ وَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ، قَالَ: وَاللهِ لَا يَزَالَ يَطْلُبُهُ حَتَّى يَبْسُطَ يَدَهُ فَيُلْقِمَهَا فَاهُ). [خ¦6957]
          3061- وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: / (إِذَا مَا رَبُّ النَّعَمِ(7) لَمْ يُعْطِ حَقَّهَا تُسَلَّطُ(8) عَلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَتَخْبِطُ(9) وَجْهَهُ بِأَخْفَافِهَا). [خ¦6958]
          وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ فِي رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ، يَخَافَ أَنْ تَجِبَ عَلَيْهِ الصَّدَقَةُ، فَبَاعَهَا بِإِبِلٍ مِثْلِهَا أَوْ بِغَنَمٍ أَوْ بِبَقَرٍ أَوْ بِدَرَاهِمَ، فِرَارًا مِنَ الصَّدَقَةِ بِيَوْمٍ احْتِيَالًا، فَلاَ شيءَ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: إِنْ زَكَّى إِبِلَهُ قَبْلَ أَنْ يَحُولَ الحَوْلُ بِيَوْمٍ أَوْ بِسَنةٍ أجْزأتْ عَنْهُ.
          قال: وَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ: إِذَا بَلَغَتِ الإِبِلُ عِشْرِينَ فَفِيهَا أَرْبَعُ شِيَاهٍ، فَإِنْ وَهَبَهَا قَبْلَ الحَوْلِ أَوْ بَاعَهَا فِرَارًا أو احْتِيَالًا لِإِسْقَاطِ الزَّكَاةِ، فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهِ، وَكَذَلِكَ إِنْ أَتْلَفَهَا فَمَاتَتْ، فَلاَ شَيْءَ(10) فِي مَالِهِ.


[1] في (ك): (وخشية).
[2] في طبعة الدكتور رفعت حفظه الله: (الصلوات).
[3] في (ك): (بماذا).
[4] في (ك): (وقال).
[5] في طبعة الدكتور رفعت حفظه الله: (دخل).
[6] في (ك): (أهلكها) غير واضحة. وبعدها: (معتمداً).
[7] في (ك): (الغنم).
[8] في (ك): (تتسلط).
[9] في (ك): (فتخيط).
[10] زاد في طبعة الدكتور رفعت حفظه الله: (عليه) .