المتواري على أبواب البخاري

باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه

          ░100▒ باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه
          وقال النبي صلعم لسلمان: «كاتب، وكان حراً فظلموه وباعوه، وسُبي عمار وصهيب وبلال».
          وقال الله تعالى: {وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاء}(1) [النحل:71].
          340- فيه أبو هريرة: قال النبي صلعم : «هاجر إبراهيم بسارة، فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة، فقيل: دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء، فأرسل إليه: من هذه التي معك؟ قال: أختي، ثم رجع إليها فقال: لا تُكَذِّبي حديثي، فإنِّي أخبرتهم أنَّك أختي، والله إِنْ على الأرض مؤمن غيري وغيرك، فأرسل بها إليه، فقام إليها، فقامت تتوضأ وتصلي، فقالت: اللهم إنْ(2) كنت آمنت بك وبرسولك، وأحصنتُ فَرْجي إلا على زوجي، فلا تُسلط عليَّ الكافر، فغُطَّ حتى ركض برجله، قال الأعرج: قال أبو سلمة: إنَّ أبا هريرة [قال:] قالت(3): اللهم إن يمت يقال: هي قتلته، فأُرسِل (ثم قام لها فقامت توضأ وتصلي فقالت مثل ما قالت، فُغطَّ، فقالت: اللهم إن يمت يقال: قتلته، فأُرسِل)(4) في الثانية أو الثالثة(5)، فقال: والله ما أرسلتم / إلي إلا شيطاناً، أرجعوها إلى إبراهيم (وأعطوها آجر، فرجعت إلى إبراهيم) فقالت: أشعرت أن الله كبت الكافر وأخدم وليدة». [خ¦2217].
          341- وفيه(6) عائشة: «(اختصم سعد وعبد ابن زمعة (في غلام)(7)، فقال سعد: يا رسول الله، هذا ابن أخي عتبة، عَهِد إليَّ فيه أنَّه ابنه، (انظر إلى شبهه)(8)، وقال عبد ابن زمعة)(9): هذا يا رسول الله أخي، ولد على فراش أبي من وليدته، فنظر النبي صلعم إلى شبهه، فرأى شبهاً بيناً بعتبة، [فقال]: هو لك يا عبد، الولد للفراش وللعاهر الحجر، واحتجبي منه يا سودة، فلم يَرَ سودة قط». [خ¦2218].
          342- وفيه(10) عبد الرحمن بن عوف: «أنَّه قال لصهيب: اتق الله ولا تدَّعِ لغير(11) أبيك، فقال صهيب: ما يسرني أنَّ لي كذا وكذا، وأنِّي قلت ذلك، ولكني(12) سُرِقت وأنا صبي». [خ¦2219].
          343- وفيه(13) حكيم(14): «قلت: يا رسول الله، أرأيت أموراً كنت أتحنَّث بها في الجاهلية، من صلة وعَتاقة وصدقة، هل لي فيها أجر؟ قال النبي صلعم : أسلمتَ على ما سلف لك من خير». [خ¦2220].
          [قلتَ رضي الله عنك:] مقصوده من هذه الأحاديث والآية صحة مِلك الحربي ومِلك المسلم عنه، والمخاطب في الآية المشركون؛ وُبِّخُوا على تسويتهم(15) بين الله وبين الأصنام في العبادة، وكونهم لا يساوون مماليكهم في أرزاقهم، فأثبتوا لأنفسهم الميزة(16) على مماليكهم، ولم يثبتوا(17) لله التفرد عن الأصنام بما يجب له من (حق)(18)، فأخذ من الآية أن للمشركين أملاكاً، دلَّ أنَّ الإشراك لا ينافي الملك.


[1] في (ع) زيادة: «أفبنعمة الله يجحدون».
[2] في (ع): «إني».
[3] في (ع): «قال: قالت».
[4] ليست في (ع)، والعبارة في (ت): «فأرسل ثم قام لها فغط فقالت: اللهم إن يمت، يقال: قتلته، فأرسل...».
[5] في (ع): «والثالثة».
[6] في (ع): «فيه».
[7] زيادة من (ت).
[8] ليست في (ت).
[9] ما بين قوسين ورد هكذا في (ع): «اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن زمعة في غلام، فقال عبد:...».
[10] في (ع): «فيه» بدون واو.
[11] في (ت) و(ع): «تدَّعي إلى غير».
[12] في (ت): «وإني».
[13] في (ع): «فيه» بدون واو.
[14] في (ع): «حكيم بن حزام».
[15] في (ع): «قسوتهم».
[16] في (ت): «الميز».
[17] في (ت): «يتفردوا».
[18] ليست في (ع).