المتواري على أبواب البخاري

باب ما جاء في قول الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في}

          ░1▒ ما جاء في قول الله ╡ (1): {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ (فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ)}(2) الآية [الجمعة:10]، {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الجمعة:11]، وقوله تبارك وتعالى: {لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ} [النساء:29]
          317- فيه أبو هريرة قال: «إنَّكم تقولون: إنَّ أبا هريرة يُكِثر الحديث عن رسول الله صلعم ، وتقولون: ما بال المهاجرين والأنصار لا يُحدِّثون عن رسول الله صلعم بمثل حديث أبي هريرة؟ وإنَّ إخواني من المهاجرين كان يشغلهم صفق بالأسواق، وكنت ألزم رسول الله صلعم على ملء بطني، فأشهد إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وقد قال النبي(3) صلعم : إنَّه لن يبسط أحدكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه / إلا وعى ما أقول، فبسطت نَمِرة(4) عليَّ، حتى إذا قضى رسول الله صلعم مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيت من مقالة رسول الله صلعم تلك من شيء». [خ¦2047].
          318- وفيه عبد الرحمن: «لما قَدِمنا [المدينة] آخى النبي صلعم بيني وبين سعد بن الرَّبيع، فقال سعد: إني لأكثر(5) الأنصار مالاً، فأقسم لك نصف مالي، وانظر أيَّ زَوْجَتيَّ هويتَ نزلتُ لك عنها، فإذا حَلَّت تزوجتَها، فقال عبد الرحمن: لا حاجة لي في ذلك، هل من سوق فيه تجارة؟ قال: سوق قينقاع، فغدا إليه (عبد الرحمن)، فأتى بأقِط وسمن...» الحديث. [خ¦2048].
          319- وفيه ابن عباس: «كانت عكاظ ومَجَنَّةُ وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية، فلما جاء الإسلام كأنهم تأثَّموا فيه، فنزلت: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ} [البقرة:198] في مواسم الحج». [خ¦2050].
          [قلتَ رضي الله عنك:] جميع ما ذكره ظاهر في إباحة التجارة إلا قوله: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً} (6) [الجمعة:11]الآية، فإنها عتبٌ على التجارة، وهي أدْخَلُ في النهي منها في الإباحة لها، لكن مفهوم النهي عن تركه قائماً اهتماماً بها يشعر أنها لو خلت من المُعارض الراجح لم(7) تدخل في العتب، بل كانت حينئذ مباحة.


[1] في (ع): «قوله ╡».
[2] ليست في (ت).
[3] في (ع): «رسول الله».
[4] في (ع): «نميرة».
[5] في (ت) و(ع): «أكثر».
[6] في (ع) زيادة: «أو لهواً».
[7] في (ع): «لهم».