مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الميم مع الدال

          الميم مع الدَّال
          1195- «لا أحدَ أحبُّ إليه المِدْحةُ مِن الله سبحانه» [خ¦4637] المِدْحةُ: الثَّناءُ والذِّكْرُ الحَسَنُ؛ بكسرِ الميمِ، فإذا [حَذفْتَ التَّاءَ] فتحتَ الميمَ فقلتَ(1) : المَدح، ومعنى ذلك أنَّه يريدُها، ويأمرُ بها، ويُثيبُ عليها.
          1196- وقوله: «في المدَّة الَّتي مادَّ فيها أبا سفيانَ» [خ¦7]؛ أي: ضرَبها أجلاً لانقضاءِ أَمَدِ الصُّلحِ، ومثلُه: «إنْ شاؤوا مادَدْتُهم(2)». [خ¦2731]
          وقوله: «ما بلغَ مُدَّ أحدِهِم» [خ¦3673]، يعني: ثوابَ صدقةِ [أحدِهِم بـ] ـمُدٍّ، وهو: رطلٌ وثلثٌ [بالعراقيِّ]، سُمِّيَ مُدَّاً؛ لأنَّه مِلءُ كفَّي الإنسانِ إذا مدَّهما.
          وقوله: «أَمُدُّ في الأُولَيَينِ» [خ¦770]؛ أي: أُطوِّل. و«رجل مَديدٌ»؛ أي: طويلٌ.
          وقوله: «هم أصلُ العرَبِ، ومادَّةُ الإسلام» [خ¦3700]؛ أي: الذين يمدُّونَهم ويعينونَهم ويُكثِرون جيوشَهم إذا استنفروهم، ويمدُّونَهم أيضاً [بما] / يأخذُون من صدقاتِهِم، وكلُّ ما أعنتَ به قوماً في حربٍ أو غيرِه فهو مادَّةٌ لهم، يقال: مدَدْنا القومَ وأمدَدْناهم: صِرْنا لهم مَدَداً ومنه قوله: «مَدَدِيٌّ»، ومنه: «أمدادُ أهلِ اليمنِ».
          وقوله: «وأمدَّها خواصِرَ»؛ أي: أوسَعَها وأتمَّها.
          وقوله: «ومِدادَ كلِماتِه»؛ أي: قدْرَها، والمِدَادُ مصدرٌ كالجدادِ، فيحتملُ أن يكون على ظاهرِه، ويَحتملُ الاستعارةَ في تكثيرِ الأجرِ على ذلك.
          وقوله: «وامتدَّ النَّهارُ» [خ¦1167]؛ أي: طالَ وتنفَّسَ وارتفعَ.
          1197- وقوله: «يمدُرُ حوضَه»؛ أي: يطيِّنُه ويطيِّنُ منافذَه؛ لئلَّا يتسرَّبَ منه الماء.
          وقول المُحْرِمِ: «إنَّما هو مَدَرٌ» المَدَرُ: الطِّينُ اليابسُ؛ [و] يعني: به هاهنا الأحمرَ منه، وهو المَغرَةُ.
          1198- وقوله: «وليس لنا مُدى» [خ¦5503]؛ أي: سكاكين(3) بضمِّ الميمِ، وقد يقال: بكسرِها، الواحدة «مدية» بالضمِّ والفتحِ والكسْرِ.
          وقوله: «لا يَسمَعُ مَدى صوتِ المؤذِّنِ» [خ¦609] هو غايتُه ومنتهاه، ووقعَ للقابِسيِّ وأبي ذرٍّ في «كتابِ التَّوحيدِ» في حديثِ مالكٍ: «نداءَ صوتِ المؤذِّنِ»، والأوَّلُ أعرف.
          وقوله: «فنظرتُ إلى مَدِّ بصرِي»؛ أي: منتهى امتدادِ نظرِي.
          وعند بعضِهم: «مَدَى بصرِي»، والأوَّلُ أعرف.
          وقوله: «منعَتِ الشامُ مُدْيَها» هو مئةُ مُدٍّ واثنانِ وتسعونَ مُدَّاً، بمُدِّ النَّبيِّ صلعم، وهو ستُّ وَيْبَاتٍ بمصرَ، والوَيْبةُ: أربعةُ أرباعٍ، وقيل: عشرون مُدَّاً، والمُدْيُ أيضاً: صاعٌ لأهل الشَّامِ معروفٌ يسعُ تسعةَ عشرَ مكُّوكاً، والمكُّوكُ: صاعٌ ونصفٌ، والصَّاعُ: أربعةُ أمدادٍ، وهذا خلافُ الحسابِ الأوَّل.


[1] القائل هو القاضي عياض، وهو لفظه في «المشارق».
[2] في (س): (ماددهم)، وما أثبته من (ن) موافق لما في «البخاري».
[3] في (ن): (وهي السكاكين).