مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الميم مع الخاء

          الميم مع الخاء
          1193- قوله [في الزَّكاةِ] : «ولا الماخِضُ» هي الَّتي مَخَضَتْ؛ أي: حملتْ ودنَا وقتُها، و«بنتُ مَخاضٍ» / [خ¦1448] هي الَّتي حملَت أمُّها، فهي الآن ماخِضٌ، وهي في السَّنةِ الثَّانيةِ؛ لأنَّ العربَ إنَّما كانت تحملُ الفحولَ على الإناثِ سنةً، حتَّى إذا وضعتْ تركتْها حتَّى يشتدَّ ولدُها وذلك سنةً، ثمَّ يُرمى الفَحْلُ عليها في السَّنةِ الأخرَى، فتحملُ وتمخَضُ.
          وقوله: «فأصابَها المَخاضُ»؛ أي: وجعُ الولادةِ، وهو الطَّلْقُ.
          1194- [في التَّفسيرِ] : «تَمخَرُ السُّفنُ من الرِّيحِ، ولا تمخَرُ الرِّيحَ من السُّفنِ إلَّا العِظَامُ»، كذا لهم.
          وعند الأصِيليِّ: «تمخَرُ السُّفنُ الرِّيحَ» [خ¦34/10-3222] بضمِّ «السُّفن» ونصبِ «الرِّيح»، وقال بعضُهم: صوابُه: فتحُ «السُّفن» وضمُّ «الرِّيح» كأنَّه جعلَها المُصرِّفةَ لها في الإقبالِ والإدبارِ، قال القاضي أبو الفضل: الصَّوابُ _إن شاء الله_ ما ضبطَه الأصِيليُّ، وهو دليلُ القرآنِ؛ إذ جعلَ الفعلَ للسُّفنِ فقال: {مَوَاخِرَ فِيهِ} [النحل:14]، قال الخليلُ: مخَرَتِ السَّفينةُ؛ إذا استقبلتِ الرِّيحَ، وقال أبو عبيدٍ: هو شَقُّها الماءَ، فعلى هذا السَّفينةُ فاعلةٌ مرفوعةٌ، وقال الكِسائيُّ: مخَرَتْ تمخَرُ إذا جَرَتْ، وقال غيرُه: مواخِرَ جوارِي.