مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الميم مع النون

          الميم مع النُّون /
          1226- في حديثِ زينبَ: «تمْعَسُ مَنِيْئَةً لها» بفتحِ الميمِ وكسْرِ النُّونِ، ممدودٌ مهموزٌ، وهو الجلدُ في الدِّباغِ، والمَعْسُ: التَّليِيْنُ والعَرْكُ، والمَنِيُّ والمُنْيُ والمَنِي على مثال المَرِي لغاتٌ كلُّها.
          1227- و«المِنْحَة» [خ¦2330] و«المنيحة» على وجهَينِ: أحدُهما: عطيَّةٌ بَتْلَةٌ، والآخرُ: يختصُّ بذواتِ اللَّبنِ، وبأرضِ الزِّراعةِ، يمنحُه النَّاقةَ أو البقرةَ أو الشَّاةَ ينتفعُ بلبنِها ووَبَرِها وصوفِها مدَّةً، ثمَّ يصرِفُها، أو يعطيه أرضَه يزرَعُها لنفسِه، ثمَّ يصرِفُها عليه، وأصلُه كلُّه العطيَّةُ، إمَّا الأصلُ وإمَّا المنافِعُ.
          وقوله: «ويرعى عليها مِنحةً من غَنَمٍ» [خ¦3905]؛ أي: غنمٌ فيها لبنٌ.
          1228- قوله صلعم: «الكَمْأَةُ من المَنِّ» [خ¦4478]؛ أي: من جِنْسِه، شبَّهَها بالمَنِّ الذي أُنزِلَ على بني إسرائيلَ؛ لأنَّها لا تُغْرَسُ ولا تُسقى ولا تُعتَملُ كما يُعتَمَلُ سائرُ نباتِ الأرضِ، وقد يكونُ معناها هاهنا مِنْ مَنِّ الله وتطوُّلِه وفضلِه ورفقِه بعبادِه، إذ هي من جملةِ نِعَمِه.
          قوله: «يا حنَّانُ يا منَّانُ» المنَّانُ: المنعِمُ، وقيل: الذي يبدأُ بالنَّوالِ قبلَ السُّؤالِ، وقيل: الكثيرُ العطاءِ.
          وقوله: «ليسَ أحدٌ أمنَّ عليَّ في صُحْبتِه من أبي بكرٍ» [خ¦467]؛ أي: أجودَ وأكرمَ، وأكثرَ تفضُّلاً، وليس من المَنِّ المذمومِ الذي هو اعتِدادُ الصَّنيعةِ على المُعطَى، ومنه: «لا يدخُلُ الجنَّةَ منَّانٌ».
          وقوله: «ليس مِنَّا مَنْ فعلَ كذا» [خ¦1294]؛ أي: ليسَ ممَّن اهتدى بهديِنا والتَّمني إرادةَ الخيرِ في المستقبل، وقد يكونُ في الماضي.