مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الميم مع الميم

          الميم مع الميم
          1225- قوله: «وكان رسولُ الله صلعم إذا نزلَ عليه الوحيُ ممَّا يحرِّكُ به شفتَيه» كذا ذكره البخاريُّ [خ¦5]، وفي مسلمٍ: «وكان كثيراً ممَّا يرفعُ رأسَه إلى السَّماءِ»، و«كان ممَّا يقولُ لأصحابِه: مَن رأى منكم رُؤيا» قيل: معناه كثيراً ما يحرِّكُ به شفتَيه، وكثيراً ما يرفَعُ رأسَه، ويعضُدُه قوله: «كثيراً» بعدُ، ومثله قولُه في الحديثِ الآخرِ في كِراءِ المَزَارعِ: «فما يُصيبُ ذلك وتَسلَمُ الأرضُ، وممَّا تصابُ الأرضُ وتَسلَمُ هذه» [خ¦2327] وهي كلمةٌ صحيحةٌ بيِّنةٌ في هذا الحديث، ونحوٌ منه في العبارة في مسلمٍ: «كان ممَّا يقولُ: مَن رأى منكم رُؤيا»، قال ثابتٌ في مثل هذا: كأنَّه يقولُ: هذا من شأنِه ودَأَبِه، فجعلَ «ما» كنايةً عن ذلك، ثمَّ أدغمَ النُّونَ، وقال غيرُه: معنى «ممَّا» هاهنا بمعنى «ربَّما»، وهو من معنى ما تقدَّم؛ لأنَّ رُبَّما تأتي للتَّكثير أيضاً، وقد ذكرنا ذلك في بابه.
          وفي «باب فتحِ مكَّةَ» في مسلمٍ: «وكان ممَّا يكثِرُ أن يدعوَنا إلى رحْلِه».