مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الميم مع التاء

          الميم مع التَّاء
          1181- قوله: «إذا قلتَ: متَرْس» [خ¦58/11-4943] بفتح التَّاء وسكون الرَّاء ضبطَه الأصِيليُّ، ولغيرِه: «مِتَّرِس»، وضبطَه أبو ذرٍّ: «مِتَرْس» قاله عبدُ الله بنُ أبي الوليد، وقال: كذا سمِعتُه من أبي ذرٍّ، قال: وأهلُ خراسانَ يقولون: إنَّه بفتح التاء غيرُ مشدَّدةٍ، وليحيى بن يحيى في «الموطَّأ»: «مَطْرِس»، كذا لعامَّةِ شيوخِنَا، ولبعضِهم: «مَطَّرِس»، وعند ابنِ عيسى: «مَطْرَس»، ولبعضهم: «مَتْرَس»، وللقعنبيِّ وابنِ بُكيرٍ وابنِ وهْبٍ: «مَتْرَّس»، وهي كلمةٌ عجميةٌ فُسِّرت بـ«لا تخف»، أو «لا بأس». [خ¦58/11-4943]
          1182- قوله: «حين متَع النَّهارُ» [خ¦3094]؛ أي: طال، قال يعقوبُ: أي: عَلَا واجتَمع، قال غيرُه: وذلك قبل الزَّوالِ، وقولها: «اللهمَّ أمتِعْني بزَوجي وأبي»؛ أي: أطِلْ مدَّتَهما، وقيل: انفعْنِي بهما، وقيل ذلك في قوله: {مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} [المائدة:96].
          و«مُتعة النِّساء» [خ¦4216] نكاحُهنَّ إلى أجلٍ، وقد نُسِخَت.
          و«مُتعةُ الحجِّ» [خ¦1572] جمعُ غيرِ المكيِّ بين الحجِّ والعمرةِ في أشهرِ الحجِّ في سفرٍ واحدٍ، والعمرةُ مقدَّمةٌ، وهي / باقيةٌ غيرُ منسوخةٍ، وكان عمرُ ينهى عنها لفضلِ الإفرادِ عندَه، ومنه: «نهى عن المُتعتَينِ»، وكلاهما بضمِّ الميمِ إلَّا أنَّ أبا عليٍّ حكى عن الخليلِ كسرَ ميمِ مُتعةِ الحجِّ، وثمَّ مُتعةٌ ثالثةٌ، وهو ما يعطي المطلِّقُ زوجَه المطلقةَ، إلَّا المطلقةَ قبلَ الدُّخولِ وبعد الفَرضِ.
          وذكرَ البخاريُّ: «المتَّكَأ» [خ¦65-6805] وأنكرَ قولَ مَن قال: «إنَّه الأُتْرُجُّ»، وقد قُرىء: ▬مُتَكَأً↨، وقد قيل: إذا ثُقِّل فهو الطَّعامُ، وإذا خُفِّفَ فهو الأُترُجُّ، وقيل: البَزْمَاوَرْدُ، وقيل بالتَّشديدِ: هو المرافق مُتَّكَأٌ، وهو الذي رجَّح البخاريُّ، وقال: «إنَّما المتْكُ طَرَفُ البَظْرِ» [خ¦65-6805] قُيِّد بالفتحِ وبالضمِّ وبالكسرِ، وبالفتحِ أصحُّ، و«امرأةٌ مَتْكَاءُ» [خ¦65-6805] غيرُ مخفُوضةٍ، ويقال: لا تُمسكُ بولَها.
          قوله: «فقامَ النَّبيُّ صلعم مُمْتِناً» كذا في «كتاب النِّكاحِ» من البخاريِّ عن مُتقنِي شيوخِنا، ومعناه: طويلاً، وضبَطه أبو ذرٍّ: «مُمْتَنَّاً» [خ¦5180]؛ أي: مُتفضِّلاً.
          ورواه ابنُ السَّكنِ: «يمشي» بدلاً من «مُمْتِناً»، قال القاضي أبو الفضل: هو تصحيفٌ، وذكره في الفَضائلِ: «مُمثِلاً» [خ¦3785] بكسرِ الثَّاءِ؛ أي: مُنتصباً قائماً، وضبَطناه في مسلمٍ: «مُمثَلاً» بفتحِ الثَّاءِ، قال الوَقَّشِيُّ: صوابُه: «مُمْثِلاً»؛ أي: قائماً، وعند الجَيَّانيِّ: «مقبلاً.
          وقد جاء في الرِّوايةِ الأخرَى: «فمَثَل قائماً» وهذا يفسِّرُ كلَّ خلافٍ تقدَّم.
          في مُقدِّمةِ مُسلمٍ: «لكان رأياً متيناً» مِن المَتانةِ، وهي قوَّةُ الرَّأي، كذا للفارسيِّ، وللصَّدَفيِّ عن العُذرِيِّ.
          وعند أبي بَحرٍ عن العُذرِيِّ: «مُثبَتاً» من الثَّباتِ، والأوَّلُ أظهرُ.