مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الميم مع الثاء

          الميم مع الثَّاء
          1183- قوله في ضربِ المَملوكِ: «امتَثِلْ»؛ أي: اقتصَّ، وقد جاء كذلك في روايةِ ابنِ الحذَّاءِ، وفي حديثِ ابنِ أبي شيبةَ، وأصلُهُ من المثلِ؛ أي: افعل به مثلَ ما فعلَ بك، / وقد يكونُ من المُثلَةِ، وهي العقوبةُ؛ أي: عاقِبهُ.
          وقوله: «فمَثلَ قائماً»؛ أي: انتصبَ، ومنه: «مَن سرَّه أن يمثُلَ له النَّاسُ قياماً»، يقال: مَثَلَ ومَثُلَ، والفتحُ أعرفُ، وقيل: ما يأتي فاعلٌ مِن فعُل إلَّا شاذٌّ، مثلُ: فارهٍ، وحامضٍ، وأمَّا المُستقبلُ فيَمثُل.
          قوله: «ستجدون في القومِ مُثْلةً» [خ¦3039]، كذا قيَّده الأصِيليُّ، وقيَّدَه غيرُه: «مَثُلةً»، وكلاهما صحيحٌ، وهو التَّشويهُ بالخلقِ مِن قطعِ الأنوفِ والآذانِ، وجمعُه مَثُلاتٌ، ومُثَلٌ [جمعُ مُثلةٍ](1)، وأما قوله: {وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ}[الرعد:6] فهي العقوباتُ.
          وقوله: «ولا تُمَثِّلُوا» بكسرِ الثَّاءِ مُشدَّدة، والمَصدرُ المَثْلُ(2)، وقوله: «مَن مثَّل بعبدِه»؛ أي: نكَّل به بعقوبةٍ يقصدُ بها التَّشويهَ به، «وكانتِ امرأةٌ [بغيٌّ](3) يُتَمثَّلُ بحُسنِها»؛ أي: يُضرَبُ بها الأمثالُ(4).
          وقوله: «إن قتَلَه فهو مِثْلُه»؛ أي: في عدم الرَّحمةِ والإشفاقِ والمُساواةِ في الانتقامِ والبطشِ.
          وقوله: «فيها تماثيلُ» [خ¦2479]؛ أي: تصاويرُ ذواتُ أشخاصٍ وأجرامٍ.
          وقوله صلعم: «رأيتُ الجنَّةَ والنَّارَ مُمثَّلَتَينِ في قِبلَةِ الجِدارِ» [خ¦749] [أي: مُعترضتَينِ مُنتصبتَينِ، رؤيةً عن حقيقةٍ في جهةِ قبلتِه من الجدارِ]، ويحتملُ أن يكون رأى مِثالَها، وضُرِب له ذلك ومُثِّلَ في عُرضِ الجدارِ كما قال.
          وقوله: «ولكَ بمِثْلٍ»، ويُروَى: «بمَثَلٍ»؛ أي: لك من الأجرِ لدُعائِكَ مِثلُ ما دعوتَ له فيه ورغبتَ.


[1] ضرب عليه في (س).
[2] في (ن): (التمثيل).
[3] ضرب عليه في (س).
[4] انتهت هنا نسخة (ط).