مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الميم مع اللام

          الميم مع اللَّام
          1218- قوله: «يمينُ الله مَلْأى» [خ¦7419] يعني: على كثرةِ جودِه وسَعَةِ عطائِهِ، ولبعضِ رواةِ مسلمٍ: «ملَا» على وزن: بَلَى على نقْلِ الحركةِ عن الهمزة.
          «أحسِنوا الملَأَ»؛ أي: الخُلُقَ.
          1219- قوله: «لا تُحرِّمُ الإملاجةُ» يعني: المَصَّةُ، أمْلَجَتِ المرأةُ ولدَها؛ إذا أرضعتْه مرَّةً واحدةً، ومَلَجَ الصَّبيُّ رَضِعَ.
          قوله: «إنَّ المَلَا قد بغَوا علينا» [خ¦7236] يريد: جماعةَ(1) قريشٍ، وسهَّلَه هاهنا، ومدَّه الأصِيليُّ هنا وليس بشيءٍ، وأمَّا «المَلَأُ» المقصورُ في أصلِه فهو ما اتَّسعَ من الأرضِ، ومَلَأُ النَّاسِ أشرافُهم، واختُلِفَ في اشتقاقِه، ومنه: «إذا ذَكرَني في مَلإٍ ذَكَرتُه في مَلإٍ». [خ¦7405]
          وقوله: «ملءَ السَّماواتِ» على التَّقريبِ، والمرادُ به تكثيرُ العددِ، حتَّى لو قُدِّر ذلك وكانت أجساماً لملأتْ ذلك، أو / يريدُ بذلك أجرَها والتَّعظيمَ لقدْرِها، لا كثرةَ عددِها، كما يقال: هذه كلمةٌ تملأُ الفَمَ، وتملأُ طِباقَ الأرض.
          وقوله: «يضرَّجُ من الملءِ» [خ¦3571] بفتحِ الميمِ وكسرِها؛ أي: الامتلاء، والفتحُ المصدرُ، والكسرُ الاسمُ. ومثلُه: «لكلِّ واحدةٍ مِـلؤها» [خ¦4850] . ومنه: «مِلءُ كِسائها» [خ¦5189]؛ أي: تملؤُه بكثرةِ لحمِها. و«أشدُّ مِلْأَةً» [خ¦344]؛ أي: امتلاءً بكسرِ الميمِ. و«لو تَمَالأَ عليه»؛ أي: اتَّفقوا واجتمعوا.
          وقوله: «عن المَليءِ ابنِ المَليءِ» يعني: أبا أيوبَ؛ يعني: الثِّقةَ ابنَ الثِّقةِ؛ أي: المَليءُ بما عندَه من علمٍ، المعتمَدُ عليه كالمَليءِ بالمال، ومثلُه قول طاوُسٍ: «إنْ كان صاحِبُكَ مليئاً فخُذْ عنه».
          وقوله: «كلمةٌ تملَأُ الفَمَ»؛ أي: عظيمةٌ لا يمكن ذِكْرُها وحكايتُها، فكأنَّ الفمَ ملآنٌ بها، أو كالشَّيءِ العظيمِ الَّذي يُجعَلُ في الشَّيءِ فيملؤُه.
          1220- قوله: «كبشٌ أملَحُ» [خ¦4730] هو الَّذي يشوبُ بياضَه شيءٌ من سوادٍ عند الأصمعيِّ، وقال أبو حاتمٍ: هو الَّذي يخالطُ بياضَه حُمْرةٌ، وقيل: هو الَّذي يعلو سوادَه حُمْرةٌ، وقال ابن الأعرابيِّ: هو النَّقِيُّ البياضِ، وقال الكِسائيُّ: هو الَّذي فيه بياضٌ وسوادٌ والبياضُ أكثرُ، وقال الخَطَّابيُّ: هو الَّذي في بياضِه طاقاتٌ سودٌ، وقال الدَّاوديُّ: هو مِثل الأشْهَبِ.
          وقوله في وصفِ السَّحابِ: «كأنَّه المُلَأ» بضمِّ الميمِ وتخفيفِ اللَّامِ، مقصورٌ مهموزٌ، جمع «مُلاءَةٍ» ممدودٌ، وهو الرِّيْطُ. وقوله: «كان مَليحاً مُقصَّداً» الملاحَةُ: رِقَّةُ الحُسْنِ.
          1221- وقوله: «مِلاطُها المِسْكُ» المِلاطُ بكسرِ الميمِ: الطِّينُ الَّذي بين أثناءِ البناء.
          1222- وقوله: «في إمْلَاصِ المرأةِ» [خ¦6905] هو إزلاقُها الولدَ قبل حينِه؛ يقال: أمْلَصَت المرأةُ الجنينَ وأُمْلِصَتْ به، وملَصَ هو يملَص، وملِص يملَص. وامَّلَصَ: إذا زلِق
          وقد جاء في روايةِ بعضِهِم: «في مِلَاصِ المرأةِ» كأنَّه اسمٌ لفعلِ الولدِ، فحذفَه وأقام المضافَ إليه مقامَه، أو اسمٌ لتلك الوِلادةِ كالخِداجِ.
          1223- قوله: «وأملَقوا» [خ¦2484] يقال: أمْلَقَ القومُ؛ إذا فَنيَتْ / أزوادُهم، وأصلُه كثرةُ الإنفاقِ حتَّى ينفدَ.
          1224- وقوله صلعم: «إنَّ الله لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا» [خ¦1151] حتَّى هاهنا: على بابِها من الغايةِ، وإلى هذا ذهب ابنُ سِرَاجٍ وأبوه؛ أي: لا يَمَلُّ لثوابِهم مَلَلاً؛ مقابلةً لمَلَلِهمُ [الحقيقيِّ]، وقيل: خرج الكلامُ مخرجَ قولِهم: حتَّى يشيبَ الغُرابُ؛ على نفي القِصَّةِ، لا على وجودِها؛ أي: إنَّ الله تعالى لا يَمَلُّ ولا يليقُ به الملَلُ إن مَلَلْتُم أنتم، من المقابلةِ بين الكلامَين؛ أي: لا يتركُ ثوابَكُم حتَّى تَمَلُّوا وتتركوا بمَلَلِكُم عبادتَه، فسُمِّيَ تركُه مَلَلاً، والمَلَلُ إنَّما هو من صفاتِ المخلوقينَ؛ وهو تركُ الشَّيءِ استِثْقالاً وكراهيةً له بعد حِرْصٍ عليه ومحبَّةٍ فيه.
          وقوله: «كأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ»؛ أي: تسقِيهمُ(2) الرَّمادَ الحارَّ، وقيل: هو الجَمْرُ، وقيل: التُّرابُ المُحَمَّى.
          وقول عمر: «يا مالُِ» [خ¦3094] ترخيمُ مالكٍ، وتُضَمُّ اللَّام وتُكسَرُ.
          وقوله: «فأمْلَتْ عليَّ» [خ¦4993] أملَلْتُ الكتابَ وأمليتُه؛ إذا ألقيتَه على مَن يكتبُه.


[1] في (س): (قوله: «في مَلَءٍ»؛ أي: جماعة).
[2] كذا في (س) و(ن) بالقاف، وكذا في «الإكمال» 8/22، وفي بعض النسخ بالفاء.