مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الميم مع الواو

          الميم مع الواو
          1253- قوله: «مِيتةَ الجاهليَّةِ» [خ¦7054]؛ أي: على حالةِ موتِ أهلِ الجاهليَّةِ وهيئتِه، من كونِ أمرِهم بلا إمامٍ يدبِّرُ أمرَهم، وفرقةِ آرائهم.
          وقوله: «الحِلُّ مَيتَتُه» بفتحِ الميم: اسمُ ما ماتَ من حيوانِه من غيرِ صيدٍ، ومَن كسرَ الميمَ فقد أخطأَ.
          وقوله: «فلْيُمِتْها طبخاً»؛ أي: ليذهِبْ قوَّةَ رائحَتِها ويكسِرْها [بذلك]، وكسْرُ قوَّةِ كلِّ شيءٍ: إماتَتُه، ومثلُه قولُهم: قتلتُ الخمر؛ إذا كسرْتَ حِدَّتَها بالمَزْجِ، ومنه قولُ حسَّانَ(1) :
..................                     قُتِلتْ فقلتُ فهاتها لم تُقتلِ
          وقوله: «ثمَّ مُوتانٌ كَقُعَاصِ الغنمِ» [خ¦3176] بضمِّ الميمِ، وهي لغةُ تميمٍ، وغيرُهم يفتحونَها، وهو اسمٌ للطَّاعون والموتِ، وكذلك المُواتُ، وأمَّا القُعاصُ: فداءٌ يأخذُ الغنمَ بضمِّ الميمِ(2).
          وعندَ ابن السَّكنِ: «ثمَّ موتتان» ولا وجهَ له هنا، وأمَّا «مَوَتان الأرضِ» وهو مَواتُها الذي لم يُحيَ ولا مُلِكَ بفتحِ الميمِ لا غير، والواو تسكَّنُ وتفتَحُ، وهو المَواتُ بالفتحِ لا غير.
          1254- و«ماجَ النَّاسُ» [خ¦7510] اختلَطوا وتداخلوا بعضُهم في بعضٍ، / مقبلينَ ومدبرينَ. ومنه: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} [الرحمن:19]، وموجُ البحرِ، و«تَمُوجُ كَمَوْجِ البحرِ» [خ¦1435]؛ أي: تضطرِبُ تذهبُ وتجيءُ، وقد تقدَّم: «مادَّت» في الميمِ والدَّالِ.
          1255- قوله: «فلم نغنَمْ ذهباً ولا فضَّةً إلَّا الأموالَ؛ المتاعَ والثِّيابَ» كذا ليحيى وكافَّةِ رواةِ «المُوطَّأ»، ولابنِ القاسمِ: «إلَّا الأموالَ والمتاعَ والثِّيابَ» [خ¦6707] بالعطفِ، وعندَ القعنبيِّ نحوُه، وقيل: فيه دليلٌ أنَّ العينَ لا يُسمَّى مالاً، وهي لغةُ دَوْسٍ، وإنَّما المالُ عندَهم ما عدا العين، وغيرُهم يجعلُ المالَ العينَ، قال ابنُ الأنباريِّ: كلُّ ما قَصُرَ عن الزَّكاةِ من عينٍ وماشيةٍ فليس بمالٍ، وقال غيرُه: كلُّ متمَوَّلٍ مالٌ، وهذا هو مشهورُ كلامِ العربِ، وليس في قولِه: «إلَّا الأموالَ» دليلٌ للغةِ دَوْسٍ؛ لأنَّه قد استثنى الأموالَ من الذَّهبِ والفضَّةِ، فدلَّ أنَّها منها، إلَّا أن يكونَ منقطِعاً، فتكونُ «إلَّا» بمعنى «لكنْ»، كما قال تعالى: {وَلَا تَأْثِيمًا. إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [الواقعة:25-26].
          وقوله: «فسلكَ في الأموالِ» يعني: الحوائطَ.
          قوله: «وإضاعة المالِ» [خ¦1477] قيل: المماليكُ وسائرُ الحيوانِ، نهى عن تضييعِهم، كما قد أمرَ بالرِّفْقِ بهم، وقال عندَ موتِه: «اللهَ [اللهَ] وما ملكَتْ أيمانُكم»، وقيل: إضاعةُ المالِ: تركُ إصلاحِه والقيامِ عليه، وقيل: هو إنفاقُه في غيرِ حقِّه من الباطلِ والسَّرَفِ، وقال ابنُ جُبيرٍ: هو إنفاقُه فيما حرَّم اللهُ، وقيل: إضاعتُه: إبطالُ فائدتِه ومنه الانتفاعِ به.
          قوله: «غير متموِّلٍ مالاً» [خ¦2737]؛ أي: [غيرَ] مكتسبٍ منه [مالاً]، كما قال: «غير متأثِّلٍ» [خ¦2313]، وقد تقدَّم في الهمزةِ.
          1256- قوله: «ووقع المُومُ» وفسَّره بـــ«البِرْسام».
          1257- قوله: «فنزعَتْ بموقِها» [خ¦3467] هو الخُفُّ، فارسيٌّ معرَّبٌ، و مُؤْقُ العينِ مهموزٌ: طرفا شقِّها من ناحيتِها، لكلِّ عينٍ مؤقانِ. وفيه تسعُ لغاتٍ: مُؤْقٌ ومَأْقٌ ومُوقٌ ومَاقٌ ومَاقٍ على مثال قاضٍ، وموقٍ: على مثال معطٍ، ناقصٌ أيضاً، ومُوقِئٌ: على مثال مُوقِع، ويقال: أُمُق: على مثال عُنُق، / ومَأْقي، فهذه تسعُ لغاتٍ.
          [قال ثابتٌ: المأقُ عندَ أصحابِ الحديثِ طرفُ العينِ ممَّا يلي الأنفَ، والمؤقُ مؤخَّرُها، وذَكَرَ أنَّ النَّبيَّ صلعم: «كانَ يكتحِلُ من قِبَلِ مؤقِه مرَّةً، ومن قِبَلِ مأقِه مرَّةً» ففرَّقَ بينهُما(3)].
          وقوله: «يتبع المؤمنَ ثلاثٌ» كذا [ثبتَ] في أصلِ الأصِيليِّ، وكتب عليه: «الميِّتَ؛ لغيرِه»، وهو المعروفُ. [خ¦6514]
          وفي حديثِ موسى: «عند مُوَيهٍ»، كذا للعُذْريِّ والبَاجيِّ، ولغيرِه: «عند مشْرَبةٍ»، وهو حَفِيْرٌ عند أصلِ النَّخلةِ.
          قولُ البخاريِّ: «باب المراضِع من الموالياتِ». [خ¦69/16-7983]


[1] هوبتمامه كما في ديوانه1/75:
~إنَّ الَّتي نَاوَلْتَني فَرَدَدْتُها                      قُتِلَتْ قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقتَلِ
ووقع في «المطالع»: (قُتِلتْ فقلتُ).
[2] لعله أراد ضبط: (مُوتان)، أو هناك تصحيف صوابه: بضمِّ القاف.
[3] قال الأزهريُّ: أهلُ اللّغةِ مُجمِعون على أن المؤْق والمَأْق حرْفُ العيْنِ الذي يَلي الأنفَ، وأنّ الذي يلي الصُّدْغَ يُقال له: اللّحاظُ، والحديثُ الذي استَشْهَدَ به الليث غيرُ معروف. «تهذيب اللغة» 9/272.