مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الخاء مع الياء

          [الخاء مع الياء](1)
          661- قوله: «أنا بين خِيَرَتَينِ» [خ¦1269] بفتحِ الياء قاله الأصمعيُّ، وأنكرَ سُكونَ الياءِ، وقال غيرُه: / بالإسكانِ مثلُ رِيبَة، والأولى قولُ الأصمَعيِّ؛ قال الله تعالى: {مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}[القصص:68].
          قوله: «خيَّر بين دُورِ الأنْصَارِ» [خ¦3791]؛ أي: فضَّل بعضَها على بعضٍ، خيَّرتُ الرَّجُل إذا فضَّلتَه، ومنه قولُ أبي ذرٍّ: «فَخَيَّرَ أُنَيساً»؛ أي: غلَّبه وفضَّلَه، كما جاء في الحديثِ الآخرِ: «غلَّبَه»؛ أي: جعَله خيراً منَ الآخرِ.
          وقوله: «سَأَلتُ عَائَشةَ عن الخِيَرةِ» [خ¦5263]؛ أي: عن تَخيِيرِ الرَّجُلِ امرأتَه.
          وفي غزوةِ الرَّجيعِ: «أنَّ عامرَ بنَ الطُّفيلِ خيَّر في ثلاث» [خ¦4091] بفتحِ الخاءِ لا غيرُ، ومن ضمَّ الخاءَ فقد أخطَأ وقلبَ المعنَى(2).
          وقوله في بريرةَ: «فخُيِّرَت» [خ¦5284]؛ أي: جُعِل لها أن تَختارَ.
          و«الخَيرُ في نَواصِي الخيلِ» [خ¦2849] فسَّره في الحديثِ بــ «الأجْرُ والمغْنَم» [خ¦2852]، وسُمِّي المالُ خَيراً كما قال تعالى: {إِن تَرَكَ خَيْرًا} [البقرة:180].
          و«الاسْتِخارةُ في الأمور» [خ¦1162] طلبُ الخَيرِ منَ الأمرَين، و«جَمَلاً خِياراً»؛ أي: مُختاراً جيِّداً، يقال: جَمَلٌ خِيارٌ، وناقةٌ خِيارٌ، وإبلٌ خِيارٌ.
          662- قوله في الغُلولِ: «الخِيَاطِ والمِخيَطِ».
          وفي روايةٍ: «الخائِط»، والخائطُ الخيطُ نفسُه، وكذا في روايةِ ابنِ بُكيرٍ: «أدُّوا الخَيطَ والمِخْيطَ»، والخِياطُ الإبرةُ، ويكون الخيط، قاله الباجيُّ، قال الهرويُّ: هو هاهنا الخَيطُ؛ لذِكْرِه الإبرةَ، وهي المِخيطُ.
          وفي الحديثِ الآخرِ: «إلَّا كما ينقصُ المِخيَطُ مِن هذا البَحرِ» هو هاهنا أيضاً الإبرةُ، وأمَّا قولُه تعالى: {فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}[الأعراف:40] فهو الإبرةُ هاهنا.
          663- و«الخُيَلاء» [خ¦3485]، و«المَخِيلَةُ» [خ¦5791]، و«الاختِيَالُ»، و«الخَالُ»، كلُّه التَّكبُّر واستِحقارُ النَّاسِ، يقال: رجلٌ مُختالٌ وخائِلٌ وخالٌ، ويقال: خِيَلاء بالكَسرِ أيضاً.
          وأمَّا قولُه: «إذا رأى مَخِيلةً» [خ¦3206] فهي السَّحابةُ يُخيَّلُ فيها المطرُ، بفتحِ الميمِ، وبضمِّ الميمِ أيضاً وقَع في «غريبِ المصنَّفِ».
          قولُه: «إذا تخيَّلَتِ السَّماءُ»؛ أي: تَهيَّأت للمَطرِ بظُهورِ الخال دُونَها، وهي سَحابٌ يُتَخيَّل فيه المطرُ.
          664- قوله: «عليه خِيْلانٌ» جمعُ خالٍ، وهي النُّقَطُ التي تكون في الجسَدِ سُوداً، وتُسمَّى الشَّاماتُ.
          قولُه لعُبيدِ الله بنِ عَدِيٍّ: «ما يَمنعُكَ أن تُكلِّمَ خالَكَ عُثمانَ» [خ¦3872] كانت أمُّ عديٍّ أموِيَّةً، ولذلك قالوا له: / خالَك.
          قولُ جَابرٍ ☺: «شَهِدَ بي خالايَ العَقَبَةَ» [خ¦3890]، وسمَّى أحدَهما البَراءَ بنَ معرورٍ.
          وفي حديثِ آخرَ: «أنا وأبي وخالايَ مِن أصحابِ العَقَبةِ»، وقَع في الرِّوايةِ: «وخاليَّ» بشدِّ الياءِ، وأهملَه الأصيليُّ، وضبَطَه النَّسفيُّ: «وخالي» [خ¦3891] على الإفرادِ، وصوابُه «وخالايَ»، وكذلك الإفرادُ صَوابٌ.
          قوله: «حَتَّى يُخيَّلُ إليه» [خ¦3175]؛ أي: يُشبَّه له، والتَّخايلُ كلُّ ما لا أصلَ له، كخَيالِ الحُلمِ.
          665- و«الخَيْمةُ» [خ¦463] بيتٌ مِن بُيوتِ الأعْرابِ مُستَديرٌ، و«خامَةُ الزَّرْعِ» [خ¦7466] ورَقتُه الغَضَّةُ الرَّطْبةُ، وقيل: بل هو ضَعيفُه.


[1] هذه التَّرجمَة من (غ) وبقية أصول «المشارق».
[2] هو الهوزني، كما سيأتي في الاختلاف.