مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الخاء مع الراء

          الخاء مع الرَّاء
          577- قوله: «حتَّى الخِراءةَ» وهي هَيئةُ جِلْسةِ المُتخلِّي لقَضاءِ الحاجةِ، وصِفةُ التَّنظُّفِ منه.
          578- قوله: «ولا فارَّاً بخَرْبَةٍ» [خ¦104] بضمِّ الخاءِ ضبطَه الأصيليُّ، وضبَطَه غيرُه بالفَتحِ، وكذا قيَّدْناه في «صحيحِ مسلمٍ» بلا خلافٍ، وصوَّب بعضُهم الفتحَ، وفي «كتابِ الحجِّ» من البُخاريِّ: / «الخَرْبة البَلِيَّة» [خ¦1832]، ومِثلُه في روايةِ الهَمَذانيِّ، وفي رِوايةِ المُستملي: «يعني السَّرقةَ»، وفي روايتِه في «كتاب المَغازِي»: «البَليَّة» [خ¦4295]، وقال الخليلُ: الخُرْبةُ بالضَّمِّ الفسادُ في الدِّين، وهو منَ الخاربِ، وهو اللِّصُّ المُفسِدُ في الأرضِ، ولا يكادُ يُستعمَلُ إلَّا في سارقِ الإبلِ، وقال غيرُه: الخَرْبةُ بالفتحِ السَّرِقةُ، وقيل: العَيبُ، وأمَّا «الخِرابة» بخاءٍ مُعجَمةٍ؛ فهي سَرِقةُ الإبلِ خاصَّةً، وبالحاءِ المُهمَلةِ في كلِّ شيءٍ.
          وقوله في مَوضِعِ المَسجدِ: «وكان فيه خَرِبٌ» [خ¦428] بكسرِ الرَّاءِ وفتحِ الخاءِ، و«خِرَبٌ» بفتح الرَّاءِ وكسر الخاءِ ضبَطْناه، وكلاهما صحيحٌ، وتميمٌ تقولُ: خِرْبة بكسرِ الخاءِ، قال الخَطَّابيُّ: لعلَّه خُرَبٌ، جمعُ خُرْبة، وهي الخُروقُ في الأرضِ، إلَّا أنَّهم يقولونَها في كلِّ ثُقبةٍ مُستديرةٍ، قال: أو لعلَّها جُرَفٌ، جمعُ جِرَفةٍ، وجِرَفَةٌ جمعُ جُرُفٍ، قال: وأبينُ من ذلك أن يكون حَدَباً، جمعُ حَدَبةٍ، وهي ما نتأَ منَ الأرضِ، وإنَّما يُسوَّى المكانُ المُحدَودَبُ.
          قال القاضي: لا أدرِي ما قال، وكما قطَع النَّخلَ التي فيه كذلك سوَّى بقايا الخربِ، وهدَم أطلالَ الجُدُراتِ كما فعلَ بالقُبورِ، والرِّاويةُ صحيحةُ اللَّفظِ والمعنَى، غنيَّةٌ عن تكلُّفِ التَّغييرِ.
          و«الخِرْبِز» هو البِطِّيخُ السِّندِيُّ.
          579- و«الخِرِّيتُ الماهرُ بالهِدايةِ». [خ¦2263]
          580- وفي حديث خُبَيبٍ: «فلمَّا خرَجُوا به» [خ¦3989]، وفي روايةِ الأصيليِّ: «أُخرِجوا به»، وهما لغتان: خرَج به وأُخرِجَ به، ومثلُه: «فخُرِجَ بجنازتِها ليلاً»، وعند ابنِ عتَّابٍ وابنِ حَمْدِينَ: «فأُخْرِج بجنازتِها»، ووجهُه أن تكونَ الباءُ مقحَمةً زائدةً، كما قيل في قوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق:1]، ومثلُه في «بابِ أذانِ المُسافرِ»: «ثمَّ خرجَ بلالٌ بالعَنَزةِ» [خ¦633]، كذا للنَّسفيِّ والأصيليِّ، وعند الباقينَ: «أُخرِجَ».
          وفي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ: «أشَهِدْتَ الخُروجَ مع رسولِ اللهِ صلعم» [خ¦863] يعني البروزَ إلى العيدِ، ويومُ الخُروجِ اسمٌ من أسماءِ العيدِ، ويومُ الصَّفِّ، ويومُ الزِّينةِ، ويومُ المشرقِ.
          وقوله: «الخَراجُ بالضَّمانِ» «الخراجُ» الغَلَّةُ، وقد يقَعُ على مالِ الفَيْءِ، والخَرْجُ أيضاً الغَلَّةُ، وكلُّ ما يُخارَج به، / ويقال: الخَرْجُ على الرَّأسِ، والخَراجُ على الأرضِ، وقيل: «الخَراجُ» الاسمُ، والخَرْجُ المصدرُ.
          581- و«المُخردَلُ» [خ¦6573] المقطَّع، وقد تقدَّمَ في حرفِ الجيم والرَّاءِ، و«الخَرْدَلُ» [خ¦22] حبٌّ معلومٌ، إذا صُنِعَ بالزَّبيبِ فهو الصِّنابُ.
          582- «رَكِبَ فرَساً فخرَّ عنه» [خ¦733]؛ أي: سقَطَ من عُلوِه، وكذا أصلُ «خرَّ» حيثُ تكرَّر، ثمَّ يُسمَّى الانحطاطُ للسُّجودِ والرُّكوعِ وعلى الوجهِ خُرُوراً.
          583- «اخترَطَ سَيفَه» [خ¦2913] سلَّه.
          584- قولُ سعدٍ: «لا أَخرِمُ عن صَلاةِ النَّبيِّ صلعم» [خ¦755]؛ أي: لا أتْرُك شيئاً منها، ولا أعدِلُ عنها بزيادةٍ ولا نَقصٍ، وأصلُه العُدولُ عن الطَّريقِ.
          وقوله: «تَخرَّمَ ذلك القَرْنُ» [خ¦601]؛ أي: ذهَب وانقضَى.
          585- «الخَرْص للثِّمارِ» الحَزْرُ والتَّقديرُ لثَمرِها، وذلك لا يُمكِن إلَّا عند طِيبها، والخِرْصُ بالكسرِ اسمٌ للشَّيءِ المُقدَّرِ، وبالفتحِ اسمُ الفعلِ، وقال يعقوبُ: الخَرْص والخِرْص لغتان في الشَّيءِ المخروصِ، وأمَّا المصدرُ فبالفتحِ، والمُستقبلُ بالضَّمِّ والكسرِ في الرَّاء، وأمَّا منَ الكَذِب فالخَرْص بالفتحِ، يقال: خرَصَ وخرِصَ يَخْرُص ويَخرِص، واختَرصَ، {وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [الأنعام:116]، و {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} [الذاريات:10].
          وقولُه: «خُرْصها» [خ¦964] هذا بضمِّ الخاءِ، وهي حَلْقةٌ تكونُ في الأُذُن، وفي «البارع»: هي القُرطُ تكونُ فيه حَبَّةٌ واحدةٌ في حَلْقةٍ واحدةٍ.
          وقوله: «وبه خُرَاجٌ» هو القَرْحةُ في الجسَدِ.
          وقوله: «أن يتَخارَجَ الشَّريكانِ وأهلُ الميراثِ» [خ¦38-3567] فسَّره في حديثِ ابنِ عبَّاسٍ: «بأن يأخُذ أحدُهما عيناً، والآخرُ ديناً، فإن تَوِيَ لأحدِهما شيءٌ لم يرجِع على الآخرِ بشيءٍ» [خ¦38-3567]، قال الدَّاوديُّ: هذا إذا كان الذي عليه الدَّينُ حاضِراً مُقِرَّاً، وكان ذلك بالتَّراضي، وأمَّا بالقُرعة، أو معَ مغيبِ الذي عليه الدَّين أو إنكارِه، فلا يَجوز، وقال أبو عُبيدٍ: تَخَارُجُ الشَّريكين و أهلِ الميراثِ إذا كان بينَهم متاعٌ، فلا بأسَ أن يتَبايعُوه بينَهم قبلَ قِسمَتِه وإن لم يَعرِفْ أحدُهم نصيبَه بعَينِه ويقبِضُه، بخلافِ الأجنبيِّ، وهذا بمعنَى قولِ ابنِ عبَّاسٍ، وفي / شِراء الأجنبيِّ لذلك قبل قسمتِه وقبضِه اختلافٌ.
          586- قوله: «إنَّ مِخرَافاً» [خ¦2770]، و«فَابْتَعْتُ به مَخْرِفاً» [خ¦2100] بكسرِ الرَّاءِ وفتحِ الميمِ، وهو حائطُ النَّخلِ، وكذلك البُستانُ يكونُ فيه فاكهةٌ تُختَرف، وهي الخُرْفَة، ومنهم من يقول: مَخرَفٌ كمَسجَدٍ بفتحِ الجيم، اسمٌ لموضعِ السُّجودِ، ومن كسرَ الميمَ وفتحَ الرَّاء جعلَه كالمِرْبَد، وقال الخَطَّابيُّ: المَخرَف الفاكهةُ بعينِها، والمِخرَف وعاءٌ تُجمَع فيه، وأنكرَ ابنُ قتيبةَ على أبي عُبيدٍ أن يكونَ المَخرَف الثَّمرُ، قال: وإنَّما هي النَّخلُ، والثَّمر مَخروفٌ.
          وفي حديثٍ آخرَ: «خِرافاً» [خ¦4322] وهو اسمٌ لما يُختَرف منه، مثلُ ثمارٍ، أو يكون جمعَ خَريفٍ، وهي النَّخلةُ، مثلُ كِرامٍ جمعُ كريمٍ، وقيل: المَخرَفُ القِطعةُ من النَّخلِ.
          وقوله في عائدِ المريضِ: «في مَخرَفةِ الجنَّةِ» بفتحِ الميمِ والرَّاءِ، وفي حديثٍ آخرَ: «في خُرْفَة الجنَّة»، وفسَّره النَّبيُّ صلعم بأنَّه «جَناها»، قال الأصمعيُّ: المخارفُ واحدُها مِخرَفٌ، وهو جَنَى النَّخل؛ لأنَّه يُختَرف؛ أي: يُجنَى، وقال غيرُه: المَخرَفةُ سكَّةٌ بين صفَّينِ من نَخيلٍ يَختَرف من أيِّها شاء؛ أي: يَجنِي، وقال غيرُه: المَخرَفةُ الطَّريقُ؛ أي: على طريقٍ تُؤدِّيه إلى الجنَّة.
          ومنه قوله: «وتُرِكتُم على مثلِ مَخرَفةِ النَّعم»، وعلى التَّفسيراتِ المُتقدِّمة يكون معناه في بَساتينِ الجنَّةِ، وكلُّه راجعٌ إلى قوله صلعم: «جَناها»، وهو أصحُّ وأثبتُ.
          قوله: «أربعين خَرِيفاً» يعني سنةً، والخريفُ أيضاً اسمٌ لفصلٍ من فُصولِ السَّنةِ، وهو وقتُ اختِرافِ الثِّمارِ.
          587- قوله: «أن تصنَعَ لأخرَقَ» [خ¦2518] يعني الذي لا يُحسِن العملَ، وقيل: الذي لا رِفقَ له، ولا سياسةَ عندَه، والمرادُ بهذا الحديثِ هو التَّفسيرُ الأوَّلُ، والخَرقاءُ من النِّساءِ كذلك.
          قوله: «ليس منَّا من خَرَّقَ» مثلُ قوله: «أنا بريءٌ من الشَّاقَّة» [خ¦1296]، وهي التي تُخرِّقُ ثيابَها، وتشُقُّها عند المصيبةِ.