مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الخاء مع اللام

          الخاء مع اللَّام
          602- قوله: «ما خَلَأَتْ» [خ¦2731] لمَّا توقَّفت عن المشيِ وقَهْقرَت، ظنُّوا أنَّ ذلك خَلاءٌ في خُلُقِها، وهو كالحِرانِ للفرسِ وغيرِه، فقال صلعم: ما بها خِلاءٌ، وإنَّما حبَسها الله سبحانَه كما حبسَ الفِيلَ عن مكَّةَ إبقاءً على أهلِها، يقال: خَلَأَتِ النَّاقةُ وألحَّ الجملُ، [يقال: خَلَأ البَعيرُ يَخلأُ خِلاءً إذا بَركَ فلم يَكَد ينهضُ، وكذلك النَّاقةُ، هذا قولُ أبي زيدٍ، وزعمَ الأصمعيُّ أنَّ الخِلاءَ في النُّوقِ خاصَّةً].
          603- قوله: «إن كان خلَبَها» [خ¦51/14-4049]؛ أي: خَدَعها، ومنه: «لا خِلابةَ» [خ¦2117] والخُلْبةُ بضمِّ الخاءِ وسُكونِ اللَّام ليفُ النَّخلِ، وقد يُسمَّى الحَبلُ نفسُه خُلْبةً، وكأنَّ الخُلبةَ قِطعةٌ منَ الخُلبِ.
          قوله: «بليفِ خُلْبةٍ» على الإضافةِ، أرادَ بخُلْبةِ ليفٍ؛ أي: بحبلِ ليفٍ، ثمَّ قُلبَ، ومَن نوَّنَه فهو بدلٌ منَ اللِّيفِ، ومعناه حبلٌ ظُفِر منَ الخُلْبةِ.
          604- و«خالَجَنيها» يعني السَّورةَ؛ أي: نازَعنِي قِراءتَها فقرَأها معي، يدلُّ عليه: «ما لي أُنازَعُ القرآنَ»، والمنازَعَةُ المُجاذَبةُ للشِّيءِ لكي ينتزِعَه كلُّ واحدٍ منهما عن صَاحبِه، والخَلْجُ الجَذبُ، فكأنَّه جاذبَه قِراءتَها.
          قوله: «فلَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي» [خ¦6576]؛ أي: يُجتَذبون ويُقتَطَعون / عنِّي، والخليجُ نهرٌ يَخرُج من جَنبِ نهرٍ، كأنَّه جُذِب منه واقتُطِع، وخَلِيجَا الوادِي جانباه.
          605- قوله في غُسلِ الجنابةِ: «إذا خالَط» يعني جامعَ، والخِلاطُ الجِماعُ؛ لاختلاطِ الفَرجَين فيه.
          قوله: «ما له خلْطٌ(1)» [خ¦3728]؛ أي: لا يُخالِطُه شيءٌ من ثُفْلِ الطَّعام وغيرِه.
          و«خِلْط التَّمرِ» [خ¦2080] ألوانٌ مُجتَمِعةٌ، «وما كان من خَلِيطَينِ» [خ¦1451] هما اللَّذان خَلَطا ماشيتَهما في الرَّعيِ والسَّقيِ والمَبيتِ طلباً للرِّفقِ في ذلكَ، لا حيلةً في حطِّ الزَّكاةِ، وعند الشَّافعيِّ ☺: هما الشَّريكان في الماشيةِ، والأوَّلُ هو المذهبُ، وكلُّ شريكٍ خليطٌ، وليس كلُّ خليطٍ شريكاً.
          وقوله في الاشتراط في الحجِّ: «لا يَخلِطُه شيءٌ»؛ أي: مُفرِداً غيرَ قارنٍ ولا مُتمتِّعٍ، كذا للقابِسيِّ، وهو الصَّوابُ، وللباقِين: «يَخلِطُهم» [خ¦2506] كأنَّه ردَّه إلى المهلِّين؛ أي: لا يُخالِطُهم في عملِهم وإهلَالِهم بالحجِّ شيءٌ غيرُه.
          ونهيُه عن شُرْبِ الخَلِيطَين [خ¦5600] هما النَّوعانِ من النَّبيذِ؛ كنبيذِ التَّمرِ والزَّبيبِ، يُخلَطانِ عند الشُّربِ، أو التَّمرِ والزَّبيبِ يُخلَطانِ عند الانتِباذِ، ويخصُّه بعضُ العلماءِ بالانتِباذِ أوَّلاً دون الخَلْطِ عند الشُّربِ.
          606- قوله صلعم: «لو كُنتُ متَّخِذاً خَلِيلاً» [خ¦466] الخُلَّةُ المودَّةُ والصَّداقةُ على الاختِصاصِ دون مُشاركةٍ، ومعنَى هذا لو كنتُ متَّخذاً منَ الخَلقِ خَليلاً أنقطِعُ إلى محبَّتِه وصَداقتِه على التَّعيِينِ والخُصوصِ؛ لكان أبا بكرٍ، ولكن له خُلَّةُ الإسلامِ وأُخُوَّتُه السَّابقةُ في أهلِه بحقِّ شُمولِ الدِّينِ، ومَن جعلَ الخليلَ مشتَقَّاً من الخَلَّةِ، وهي الحاجةُ والفَقرُ؛ فيكون المعنى: لو كنتُ متَّخِذاً منَ الخَلقِ خَليلاً أفتقِرُ إليه وأعتَمِدُه في أمورِي لكان أبا بكرٍ، لكن الذي ألْجأُ إليه وأعتمِدُ عليه في جميعِ أمُورِي هو الله سُبحانَه.
          وسُمِّيَ إبراهيمُ خَليلاً؛ لأنَّه تَخلَّق بخِلالٍ حسَنةٍ اختَصَّ بها، وقيل: الخُلَّةُ الاختِصاصُ، وقيل: هو منَ التَّخلُّلِ؛ أي: أنَّ الحُبَّ تخلَّلَ قلبَه وغلبَ على نَفسِه، والخُلَّةُ الصَّداقةُ، والخِلُّ أيضاً الصَّديقُ. /
          وقوله: «ألَّا إنِّي أبْرأُ إلى كُلِّ خِلٍّ مِن خِلِّهِ» والخَلُّ بالفتحِ الخُلَّة، قال الحربيُّ عن الأصمعيِّ: فلانٌ كريمُ الخَلِّ والخُلَّةِ والمُخالَّة؛ أي: الصُّحبةِ، وكان في كتُبِ بعضِ شيوخِنا: «مِن خِلِّه» بالكسرِ، وما أظُنُّ قَرأنَاه على جَميعِهم إلَّا كذلك.
          وفي حديثِ خديجةَ: «فيَبعثُ إلى خَلائلِها» [خ¦3816]؛ أي: أصدِقائها، كما جاء مُفسَّراً في الحديثِ الأوَّلِ، وفي «كتابِ الأدبِ» منَ البُخاريِّ: «إلى خُلَّتِها» [خ¦6004] بالضَّمِّ، الخُلَّةُ الصَّاحبُ، والخُلَّةُ الصَّداقةُ والمودَّةُ، يعني إلى خَلائلِها، كما قال في الحديثِ الأوَّلِ، وأقامَ الواحدَ مُقامَ الجمعِ، أو إلى أهلِ صُحبَتِها وصداقَتِها، ثمَّ حذفَ المضافَ.
          قوله: «أربعُ خِلالٍ» [خ¦3178]؛ أي: خِصالٍ، والخَلَّةُ بالفتح الخَصلةُ.
          وقوله: «يتخلَّلونَ الشَّجَرَ»؛ أي: يسيرونَ خلالَها؛ بينَها ووسطَها، ومنه: {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} [النور:43].
          ومنه: «أرى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكُم» [خ¦3597]؛ أي: أثناءَها وما بينَها، واحدُها خَلَلٌ، وأصلُه الفُرْجةُ بين الشَّيئَين.
          607- وقوله في حديثِ الإسراءِ: «فلمَّا خَلصْتُ بمُستوًى» [خ¦3430]؛ أي: بلَغتُ ووصَلتُ، كما قال في الحديثِ الآخرِ: «حتَّى ظَهرْتُ» [خ¦349]؛ أي: علَوتُ، ومثلُه: «حتَّى خَلَصَتْ إلى عَظْمِي» [خ¦3452]، ومنه: «ولسْنا نخْلُصُ إليك إلَّا في شَهرٍ حرامٍ» [خ¦4369]، و«لو أنِّي أعلَمُ أنِّي أخلُصُ إليه» [خ¦7]، كلُّه بمعنَى الوُصولِ، في «البارع»: خَلَصَ فلانٌ إلى فلانٍ؛ أي: وصلَ إليه، وخلَصَ أيضاً سَلِمَ ونَجا ممَّا نشَبَ فيه، ومعنَى قولِ هِرَقْلَ: «أنِّي أخلُصُ إليه»؛ أي: أسلَمُ في وُصولي إليه منَ الأعداءِ، ويكون بمعنَى التَّميِيزِ، {خَلَصُواْ نَجِيًّا} [يوسف:80]، و{خَالِصَةً لَّكَ} [الأحزاب:50].
          قوله: «أعطوا أمَّ أيمنَ من خالصِه» [خ¦2630]؛ أي: ممَّا خَلصَ ممَّا أفاء الله عليه، ونوَّن بعضُ الرُّواةِ آخرَه، والأوَّلُ أبينُ.
          608- وقوله: «ونفرُنا خُلوفٌ» [خ¦344]؛ أي: غُيَّبٌ، يقال: حيٌّ خُلوفٌ إذا غابَ رجالُهم وبقيَ نِساؤُهم، ومنه قولُ اليهودِ: «نعلمُ أنَّ محمَّداً لم يكُنْ يترُكُ أهلَه خُلوفاً»، وقولُه: «أو خَلِفاتٍ» [خ¦3124] هي النُّوقُ الحواملُ، الواحدةُ خَلِفةٌ، وقد جاء مُفسَّراً: «في بطونِها أولادُها»، وهي خِلْفةٌ إلى أن يَمضيَ أمَدُ / نصفِ حملِها فتكون عُشراءَ، والخُلوفُ أيضاً المتخلِّفون منَ الغَزوِ.
          و«المِخلافُ» [خ¦4341] هو في اليمَنِ كالرُّسْتاقِ والإقليمِ والكُورةِ.
          و«خِلافه»؛ أي: بعدَه، ومنه: «فدخَل ابنُ الزُّبَيرِ خِلافَه» [خ¦4753]، وقولُه تعالى: {خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ} [التوبة:81]، و«لجعلْتُ لها خَلْفاً، قال هشامُ بنُ عروةَ: يعني باباً»، وضبطَه الحربيُّ بكسرِ الخاءِ، والخالِفةُ عمودٌ في مُؤخَّرِ البيتِ، يقال: وراء بيتِه خَلْفٌ جيِّدٌ، وقولُ هشامٍ هو المعروفُ، وبيانُه في قوله: «وجعلْتُ لها خَلفَينِ»؛ أي: بابَينِ، وفي حديثٍ آخرَ: «وجعلْتُ لها بابَينِ؛ باباً غربيَّاً، وباباً شَرقِيَّاً» [خ¦1586]
          يريد لجعلَ لها باباً آخرَ غيرَ المعلومِ في خلفِها، قال ابنُ الأعرابيِّ: الخلْفُ الظَّهرُ.
          وقوله: «فإنَّه لا يَدري ما خَلَفَه عليه» [خ¦6320] يعني فراشَه؛ أي: ما صار فيه بعدَه من الهَوامِّ.
          قوله: «وتخلُفُ مِن بعدهِم خُلُوفٌ» جمعُ خَلْفٍ، ومنه: «واخلُفْه في ذرِّيَّتِه»، و«رجلٌ يخلُفُ رجلاً من المجاهدين في أهلِه»، و«من خَلَفَ الخارجَ»، و«إنَّ الدَّجَّال قد خلَفَهم في ذُرِّيَّاتِهم»، والخلَفُ ما صار عِوَضاً عن غيرِه، ويقال ذلك في الخيرِ والشَّرِّ، يقال: خَلَفُ صِدقٍ وخَلَفُ سَوءٍ، فأمَّا بسُكونِ اللَّام فلا يقال إلَّا في الشَّرِّ، كما قال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} [الأعراف:169]، وحكَى الحربيُّ وبعضُ أهلِ اللُّغةِ السُّكونَ والفتحَ في الوَجهَين، وجمعُه خُلوفٌ، ومنه قوله: «وتخلُفُ من بعدِهِم خُلوفٌ» ومنه سُمِّيَ الخليفةُ؛ لأنَّه يخلُفُ غيرَه ويقومُ مقامَه، وقيل أيضاً في الآيةِ: الخَلْفُ مَن يجيءُ بعدُ، وكلُّ قَرْنٍ خَلْفٌ، بالإسكانِ.
          وقوله: «إذا وعدَ أخلفَ» [خ¦33]؛ أي: لم يَفِ إخلافاً، والاسمُ منه الخُلُفُ بالضَّمِّ، وتُضَمُّ اللَّامُ وتُخفَّفُ، وفي حديث عليٍّ: «وعَدَني فأخْلَفَني»؛ أي: لم يفِ بوَعدي، قال أبو عُبيدٍ: والأصلُ الضَّمُّ، وأصلُه أنَّه فعَل خُلْفاً من الفعلِ، والخَلْفُ القولُ الرَّديءُ، ومنه: سكَتَ أَلْفاً ونَطَقَ خَلْفاً(2).
          وقوله في حديثِ السَّقيفةِ: «وخالَف عنَّا عليٌّ والزُّبَيرُ» [خ¦6830] بمعنى: تخلَّف، وكذلك قولُه في / الأنصارِ: «خالَفُونا»، ولم يكُن بَعدُ ذِكْرُ أحدٍ ولا اتِّفاقٌ، فيُعَدُّ خلافاً، إلَّا أن يقالَ: إنَّ الأنصارَ خالَفُونا في طلبِ الأمرِ لأنفسِهم فيكونُ منَ الخِلافِ، ويكونُ ما ذُكِرَ عن عليٍّ والزُّبَيرِ ما آلَ إليه الأمرُ أوَّلاً من توقُّفِهما، ويكون «عنَّا» بمعنى علَينا.
          وقوله: «ثمَّ أخالِفَ إلى رجَالٍ فأُحرِّقَ عليهم» [خ¦644]؛ أي: آتِـــيَهم من خَلْفِهم، أو أُخالِفُ ما أظهرْتُ من فِعْلي في إقامةِ الصَّلاةِ وظنُّهم أنِّي فيها ومشتغِلٌ عنهم بها، فأخالِفُ ذلك إليهم وآخُذُهم على غرَّةٍ، أو يكون «أخالفَ» بمعنى أتخلَّف عنِ الصَّلاةِ لمعاقَبتِهم.
          وقوله: «فأخلَفَنِي فجعَلَني عَن يمينهِ»؛ أي: أجازَني من خلفِه لئلَّا أقطَعَ عليه صلاتَه، ومثلُه: «فأخلَفَ بيدِه فأخَذ يدفعُ الفَضْلَ» [خ¦6228]، ويقال: أخلفَ بيدِه إلى سَيفِه؛ أي: عطَفَها.
          «أولَيُخالِفَنَّ الله بين وُجوهِكم» [خ¦717] قيل: تُحوَّلُ إلى الأدبارِ، وقيل: يُغيِّرُ صُورَها ويحوِّلُها إلى صُورٍ أُخَرَ، كما قال: «أن يحوِّلَ الله وجهَه وجهَ حمارٍ»، ويحتملُ أن يُخالِفَ بتَغييرِ صُورِها أنواعاً أُخَرَ.
          609- قوله صلعم: «إن كان لَخليقاً بالإمارةِ» [خ¦3730]، و«إنَّهم لَخُلَقاءُ أن يفِرُّوا ويترُكوكَ» [خ¦2731]؛ أي: حقيقٌ وجَديرٌ.
          وقوله: «ولا خَلاقَ له» [خ¦886]؛ أي: لا نصِيبَ له منَ الخَيرِ، و«الخَلُوقُ» [خ¦1789] طِيبٌ خُلِطَ بالزَّعْفَرانِ.
          وقوله: «بُردانِ له قد خَلـقا» بفتحِ اللَّامِ وضمِّها وكسرِها؛ أي: بلِيَا وتمزَّقا، ويقال: أخْلَقَا أيضاً.
          وفي صِفَتِه صلعم: «وأحسَنَه خلقاً» [خ¦3549] بضمِّ اللَّامِ وسكونِها، والضَّمُّ أكثرُ، وقوله صلعم: «أحاسِنُكم أخلاقاً» [خ¦6035] الخُلُقُ بضمِّها الطِّباعُ.
          وقوله: «الخَلْق» [خ¦427]، و«الخلائِقُ» [خ¦4625]، و«الخليقةُ»، قيل: «الخَلْقُ» النَّاسُ، و«الخليقةُ» البَهائمُ والدَّوابُّ، وجمعُها: خلائِقُ.
          قوله: «وكان خُلُقُه القُرآنُ» الخُلُقُ الطَّبعُ، والخُلُقُ الدِّينُ، والخُلُقُ أيضاً المرُوءَةُ.
          610- قوله: «اختِلاسٌ يخْتَلِسُه الشَّيطانُ» [خ¦751] هو أخذُ الشَّيءِ بسُرْعةٍ واختِطافٍ على سَبيلِ المُخاتَلةِ.
          611- قوله: «ولا يُختَلَى خَلاها» [خ¦1349] مقصورٌ، ومدَّه بعضُ الرُّواةِ، / وهو خطأٌ، وهو العُشبُ الرَّطْبُ، وفي حديثٍ: «لا يُختَلى شَوكُها» [خ¦112]، الاختِلاءُ القَطعُ، فِعلٌ مُشتقٌّ من الخَلا، وهو العُشبُ الرَّطْبُ خاصَّةً، و«المِخْلَى» مقصورٌ حديدةٌ يُختَلى بها الخَلا، و«المِخلاةُ» وعاءٌ يُختَلى فيه للدَّابةِ، ثمَّ سُمِّي كلُّ ما يُعتَلفُ فيه ممَّا يُعلَّقُ في رأسِها مِخلاةً، ومن الرُّواةِ مَن يمُدُّ الخلاءَ، وهو وهمٌ، وإنَّما الخلاءُ الموضعُ الخالي، وأيضاً المصدرُ من خَلا يَخْلو، وقد قيل القولان في قولِ عائشةَ ♦: «حُبِّبَ إليه الخَلاءُ» [خ¦3]؛ أي: الموضِعُ الخالي، وقيل: أن يَخلوَ.
          612- قوله: «إذا كنتَ إماماً أو خِلْواً»؛ أي: مُنفرِداً.
          قوله: «لا يخْلُو عليهما أحدٌ بغَيرِ مكَّةَ إلَّا لم يُوافِقاه» [خ¦3364] يعني الماءَ واللَّحمَ، قال المطرِّزُ: أخلَى الرَّجلُ على اللَّبنِ إذا لم يشرَبْ سِواه، وفي «البارع»: خلا ثلاثيٌّ بمعناه، وقيل: يخلُو يعتَمِدُ، والمعنَى واحدٌ.
          قولها: «لستُ لك بمُخْلِيَةٍ» [خ¦5101]؛ أي: مُنفرِدةٍ، يقال: أخْلِ أمرَك واخْلُ به؛ أي: انفرِدْ به.
          وقولُ جابرٍ في زَوجتِه: «وخلا منها» [خ¦2309]؛ أي: ذهبَ منها بعضُ شَبابِها، ومضَى من عُمرِها ما جرَّبَت به الأمورَ، ورواه بعضُهم بالمدِّ فصحَّف.
          قوله: «إذا أتَى الخَلاءَ» [خ¦142]؛ أي: المكانَ الذي يَتَخلَّى فيه لحاجتِه؛ أي: يَنفرِدُ، ومنه قولُه: «يَتَخَلَّى بطريقِ المُسلمينَ». [خ¦4682]
          قولهم: «خَلا كذا» [خ¦792] قال النَّحَّاسُ: هو لفظٌ وُضِعَ موضِعَ المصدرِ، معناه: خَلُوا من زيدٍ، ومعناه: جاوز الآتي منهم زيداً، قال غيرُه: ما في الدَّارِ أحدٌ خَلا زيداً، بالنَّصبِ والجرِّ، فإن أدخلْتَ «ما» نصبتَ لا غيرُ؛ لأنَّه قد ميَّز الفعلَ.


[1] بفتح الخاء وكسرها معًا.
[2] خَلْفاً: أي رديئاً، قاله الأحنف لرجل أطال الصمت عنده حتى أعجبه، ثمَّ تكلم بسؤال سفيهٍ، فقال له: يا أبا بحر أتقدر أن تمشي على شرف المسجد؟ انظر: «الأمثال» لأبي عبيد ص: 55،و «المستقصى»: 2/119.