مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الخاء مع الدال

          الخاء مع الدَّال
          569- قوله: «فهيَ خِداجٌ»؛ أي: ذاتُ خِداجٍ؛ وهو النَّقصُ، وقيل: خِداجٌ هاهنا بمعنى مُخدَجة، أحلَّ المصدرَ محلَّ الفعلِ؛ أي: ناقصةٌ، وقوله: «مُخْدَجُ اليَدِ»؛ أي: ناقصُها، و(المُخْدَجِيُّ) الرَّاوي للحديثِ، يأتي في مَوضعِه إن شاء الله تعالى.
          570- قوله: «فأمَرَ بالأُخدودِ فخُدَّت» هي شُقوقٌ في الأرضِ، واحدُها خَدٌّ.
          وقوله: «خُدَّتْ» يرجِعُ إلى جَماعَةِ ما حُفِرَ منها، وجمعُها أخاديدُ، فكأنَّه قال: فخُدَّتِ الأخاديدُ، أو خُدَّتِ الأرضُ.
          571- و«الخدُورُ» [خ¦324] السُّتورُ تكونُ للجَواري الأبكارِ في ناحيةِ البيتِ، الواحدُ خِدرٌ، ويقال: الخِدرُ سريرٌ عليه سِتْرٌ، وقيل: الخِدرُ البيتُ نفسُه.
          572- وقوله صلعم: «إن جاءَت به خَدْلاً» [خ¦5310]، كذا للكافَّةِ.
          وعندَ الأصيليِّ: «خَدِلاً» بكسرِ الدَّالِ، والخَدَلُ المُمتلِئُ العَبْلُ، وخدلُ السَّاقَين غليظُهما، وفي حديثٍ: «خَدَلَّجَ السَّاقَين» [خ¦4745]، وهما سواءٌ.
          573- وقوله: «كنتُ أرى خَدَم سُوقِهما» [خ¦2880]؛ أي: خَلاخِيلَهما، الواحدةُ خَدَمةٌ، وقد يُسمَّى مَوضعُهما من السَّاقَينِ خَدَمةً، وجمعُها خِدامٌ، وقد جاء: «وبدَت خَلاخِلُهنَّ».
          574- قوله صلعم: «الحربُ خَدْعةٌ» كذا لأبي ذرٍّ وأكثرِ الرُّواةِ «للصَّحيحَين» [خ¦3028]، وضبطَها الأصيليُّ: «خُدْعةٌ»، قال أبو ذرٍّ: لغةُ النَّبيِّ صلعم بالفتحِ، وبه قال الأصمعيُّ وغيرُه، وحكى يونُسُ فيها الوَجهَين، ووجهاً ثالثاً: خُدَعةً بضمِّ الخاءِ وفتحِ الدَّالِ، ولغةٌ رابعةٌ: خَدَعة بفَتحِهما.
          فالخَدْعَةُ بمعنى أنَّ أمرَها ينقَضي بخَدْعةٍ واحدةٍ، يُخدَعُ بها المَخدوعُ، فتزِلُّ قدمُه، ولا يجدُ لها تلافياً ولا إقالةً؛ فكأنَّه نبَّه على أخذِ الحَذرِ من مثلِ ذلك، ومَن ضمَّ الخاءَ وسكَّن الدَّالَ فمعناه أنَّها تَخدَعُ؛ يعني أهلَها ومُباشِريها، ومَن ضمَّ الخاءَ وفتحَ الدَّالَ نسَبَ الفعلَ إليها؛ أي: تَخدَعُ هي مَنِ اطمأنَّ إليها، وأنَّ أهلَها يُخدَعون فيها، / ومَن فتحَهما جميعاً كان جمع خادعٍ؛ يعني: أنَّ أهلَها بهذه الصِّفةِ، فلا يُطمأنُّ إليهم، كأنَّه قال: أهلُ الحربِ خَدَعَةٌ، ثمَّ حذفَ المضافَ.
          وأصلُ الخَدْعِ إظهارُ أمرٍ وإضمارُ خلافِه، ويقال: خدَع الرِّيقُ فسدَ، فكأنَّ الخِداعَ يُفسِدُ تدبيرَ المَخدوعِ ويُفِيْلُ رأيَه.