مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الخاء مع الميم

          الخاء مع الميم
          613- قوله: «لا تُخمِّرُوا رأسَه» [خ¦1265]؛ أي: لا تُغطُّوه، والخُمْرةُ كالحَصيرِ الصَّغيرِ من سَعَفِ النَّخلِ يُضْفَرُ بالسُّيورِ، وهي على قَدرِ ما يُوضَعُ عليه الوجهُ والأنفُ، سُمِّيَت بذلك؛ لسَتْرِها الوجهَ والكفَّين من برْدِ الأرضِ وحرِّها، فإن كبُرَتْ عن ذلك فهي حَصيرٌ.
          و«خمِّرُوا آنِيتَكُم» [خ¦5623] غَطُّوها. ومنه: خِمارُ المرأةِ، ومنه: «اقسِمْه خُمُراً بين الفَواطِم»، جمعُ خِمارٍ.
          وفي شعرِ حسَّانَ:
...............                      تُلَطِّمُهُنَّ بالخُمُرِ النِّساءُ
          بضمِّ الخاءِ والميمِ، قال ابنُ سِرَاجٍ: ويُروَى بفتحِ الميم، جمعُ «خُمْرةٍ»، والأوَّلُ أظهرُ؛ لعزَّتِها على أربابِها، و«إنَّ النَّبيَّ صلعم رُئِيَ يمسَحُ وجهَ فرسِه برِدائه».
          والخَميرُ العجينُ المختَمِرُ؛ أي: لأتلطَّفَنَّ(1) في تَلخِيصِ نسَبِكَ حتَّى لا يعُمَّه الهجْوُ، كما يُتلَطَّفُ في سلِّ الشَّعْرةِ خوفَ انقِطاعِها فتَبقى فيه.
          وقوله: «كُلُّ مُسْكِرٍ خَمرٌ» سُمِّيَتْ بذلك لسَتْرِها العقلَ، أو لمخامَرتِها إيَّاه؛ أي: مخالطَتِها، وقد جاء في الحديثِ: «والخَمْرُ ما خامَر العقلَ» [خ¦4619]؛ أي: خالَطه.
          قوله: «كانَ يمسحُ على الخُفَّينِ والخِمارِ» يريدُ العِمامةَ؛ لتَخْمِيرها الرَّأسَ، / قاله الحربيُّ.
          614- و«الخَميلةُ» [خ¦298] كِساءٌ ذو خَملٍ، وهي كالقَطيفةِ، أو هي القَطيفةُ.
          قوله: «أَخْمَلُ لذكرِ قائلِه»؛ أي: أسقطُ وأقلُّ نباهةً.
          615- و«خَمُّ العينِ» كَنْسُها وتَنقِيتُها.
          616- و«الخَمِيصَة» [خ¦298] كِساءٌ من صُوفٍ أو خزٍّ مُعْلَمةٌ كانَت مِن لباسِ النَّاسِ، قال غيرُه(2) : هو البَرْنَكانُ الأسودُ، وقال أبو عُبَيدةَ: هو كِساءٌ مربَّعٌ له عَلَمانِ، قال الجَوهريُّ: هو كِساءٌ رقيقٌ أصفرُ أو أحمرُ أو أسودُ.
          قوله: وذكر «جبَل الخَمَرِ» بفتحِ الخاءِ والميمِ، وهو الشَّجرُ الملتَفُّ، فسَّرَه في الحديثِ أنَّه: «جبَلُ بيتِ المقدسِ».
          و«أخمَصُ القَدَمِ» [خ¦966] هو المتَجافِي منه عنِ الأرضِ، وأصلُه منَ الضُّمورِ.
          والخَمَصُ ضُمورُ البَطنِ، ومنه: «رأيتُ به... خَمَصاً» [خ¦4102] يعني من أثَرِ الجوعِ.
          617- «والخَميسُ» [خ¦610] الجيشُ؛ لأنَّه ينقسِمُ على خمسةِ أقسامٍ؛ مُقدِّمةٌ، وساقةٌ، وميمَنةٌ، وميسَرةٌ، وقلبٌ، وقيل: لأنَّ غَنِيمتَه تُخمَّسُ، والأوَّلُ أولى؛ لأنَّ اسمَه أقدمُ من شرعِ التَّخمِيسِ، والعربُ تقول للخُمُسِ: خَميس، وكذلك للنِّصفِ والعُشرِ، واختُلِفَ فيما سوى هذا.
          618- والخُموشُ والخُدوشُ [خ¦7439] سواءٌ، وقوله: «أقصَّ شُرَيحٌ من سَوطٍ وخُموشٍ» [خ¦6896] قيل: من الجِراحاتِ التي لا دِيَةَ فيها، قاله أبو الهيثَمِ: وقال النَّضرُ: ما دون الدِّيةِ التَّامَّةِ فهو خُماشاتٌ، كقَطعِ اليدِ والرِّجلِ.


[1] العبارة مختصرة اختصاراً مخلاً بالمعنى، وفي «المشارق»: وقوله: «كما تُسَلُّ الشَّعرةُ منَ الخَميرِ» يريدُ العَجينَ المختَمِرَ؛ يعني: لأتلَطَّفَنَّ....
[2] أي غير الأصمعيِّ، كما بينه القاضي في «المشارق».