مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الخاء مع الضاد

          الخاء مع الضَّاد
          633- «المِخْضَبُ» [خ¦195] شِبهُ الإجَّانةِ، وهي القَصْريَّةُ، تُغسَلُ فيها الثِّيابُ، قال أبو حاتمٍ: وهو المِركَنُ، وجاء في بعضِ الرِّواياتِ: «رَكوةٌ»، قال الخليلُ: يعني تَوْرٌ من أَدَمٍ، و«جاء بمِخْضَبٍ من حجارةٍ فصَغُرَ أن يبسُطَ يدَه فيه» [خ¦195]، فدلَّ على أنَّه يقَعُ على الصَّغيرِ والكبيرِ، كما جاء: «وأجْلِسُوني في مِخْضَبٍ». [خ¦198]
          قوله: «حتَّى خضَب دمعُه الحَصَى» [خ¦3053]؛ أي: بلَّ الحِجارةَ، وهو استِعارةٌ، وأصلُ الخَضْبِ في الشَّعرِ الصَّبغُ، يقال: خضَبَه وخضَّبَه.
          634- و«خَضْخَضة الماءِ» صوت تَحريكِه.
          635- و«المُخاضَرةُ» [خ¦2207] بيعُ الثِّمارِ خُضْراً قبلَ بُدوِّ صَلاحِها.
          والخَضِرُ بكسرِ الضَّادِ، كذا وقَع بغير هاءٍ في قولِه: «إلَّا آكِلةَ الخَضِرِ» في أكثرِ الرِّواياتِ، وعند العُذريِّ في حديثِ أبي الطَّاهرِ: «إلَّا آكِلةَ الخَضِرةِ» [خ¦6427] بزِيادةِ الهاءِ، وللطَّبريِّ: / «الخُضْرةِ».
          وكذلك قوله: «إنَّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوةٌ» [خ¦1472] وقعَ للأصيليِّ في «كتابِ الوصايا» و«كتابِ الخمُسِ» هكذا، وفي غيرِ هذَين الموضعَين: «خَضِرٌ حُلوٌ» [خ¦2750]، والخَضِرُ منَ النَّباتِ الرَّخْصُ الغَضُّ.
          وقال الأزهريُّ: الخَضِرُ هنا ضربٌ من الجَنْبةِ، وهو ما له أصلٌ غامضٌ في الأرضِ، فالماشيةُ تَشتَهيه وتُكثِرُ منه؛ لأنَّه تبقَى فيه خُضرةٌ ورطوبةٌ بعد هَيجِ النَّباتِ، واحدَتُها خَضِرةٌ، وكذلك قولُه في المال: «خَضِرٌ»؛ أي: ناعمٌ مُشتهًى، شبَّهَه بالمراعي الشَّهيَّةِ للأنعامِ.
          ومَن روَى: «إنَّ هذا المالَ خَضِرةٌ» أنَّثَ على معنَى تأنيثِ المشبَّهِ به؛ أي: إنَّ هذا المالَ شيءٌ كالخُضْرةِ، وقال ثابتٌ: معناه: كالبَقلةِ الخَضِرةِ، أو يكون على معنَى فائدةِ المالِ، وهي الحياةُ به؛ أي: إنَّ الحياةَ به أو العِيشةَ خَضِرةٌ، أو: «إنَّ الدُّنيا خَضِرةٌ حُلوةٌ» كما جاءَ في الحديثِ الآخرِ، وأمَّا مَن روى: «إلَّا آكِلةَ الخُضْرةِ» وهي روايةُ الطَّبريِّ؛ أي: النِّباتِ الأخضرِ النَّاعمِ، والرِّوايةُ الأُولى أعرَفُ.
          قوله: «أُتيَ بقِدْرٍ فيهِ خَضِرَاتٌ» [خ¦855] بكسرِ الضَّادِ، جمعُ خَضِرةٍ؛ أي: بقولٌ خَضِراتٌ كما جاء في الحديثِ الآخرِ: «فيه بَقْلٌ»، وضبطَه الأصيليُّ: «خُضَراتٌ» بضمِّ الخاءِ وفتحِ الضَّادِ.
          وقوله: «أُبيحَتْ خَضْراءُ قُرَيشٍ»؛ أي: جماعتُهم وأشْخاصُهم، والعربُ تُكنِّي عن الخُضرةِ بالسَّوادِ، ومنه: سوادُ العراقِ؛ أي: المعمورُ منها بالشَّجرِ، والأصمعيُّ وغيرُه يقول: إنَّما تقولُ العربُ: غَضْراؤُهم؛ أي: خَيرُهم، وغَضَارتُهم، والغَضارةُ النِّعمةُ.
          وقوله: «فاهْتَزَّتْ تحتَه خَضِراً»؛ أي: نباتاً أخضرَ ناعماً غضَّاً، وفي روايةِ الأكثرِ: «خَضراءَ» [خ¦3402]، وكلاهما صحيحٌ، والفَرْوةُ الأرضُ التي لا نباتَ فيها، وقيل: الحشيشُ اليابِسُ.
          وفي الحديثِ: «رأى رَفْرَفاً أخْضرَ» [خ¦3233]، كذا للأصيليِّ.
          وعند غيرِه: «رَفْرَفاً خضِراً»؛ أي: أخضرَ، والعربُ تقولُ: أخْضَرُ خَضِرٌ كما تقول: أعْوَرُ عَوِرٌ، ولغيرِهم: «خضْراء»، والأوَّلُ أشهرُ.
          وقوله في قبرِ المُؤمنِ: «ويُملأُ عليه خَضِراً»؛ أي: نِعَماً غضَّةً ناعمةً، وأصلُه من خُضرةِ الشَّجرِ. /
          و«الجرُّ الأخضَرُ» [خ¦5596] قيل: المُزفَّتُ الأسودُ من أجلِ ذلك، والعربُ تُسمِّي الأسودَ أخضرَ، وقيل: بل هو من خُضرةِ اللَّونِ المعلومِ، ويدُلُّ عليه قولُه: «الأخضرُ أو الأبيضُ» [خ¦5596]، وكتيبةٌ خَضراءُ إذا علاها الحديدُ؛ لأنَّ سوادَه خُضْرةً.
          636- قوله في الملاَئِكةِ: «خِضْعاناً» بكسرِ الخاءِ، وقيدَّه الأصيليُّ بضمِّها [خ¦4701]، فيَحتملُ أن يكونا مَصدرَين كالوُجْدانِ والكُفْرانِ، وهو التَّذلُّلُ، وقد يكونُ بالضَّمِّ صفةً للملائكةِ وحالاً منهم، وجوَّز بعضُهم فيه الفتحَ، والخُضوعُ الرِّضى بالذُّلِّ، ويقال: خضَع هو وخضَعْتُه مُتعدٍّ ولازمٌ.