مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الخاء مع السين

          الخاء مع السِّين
          643- الكُسوفُ والخُسوفُ جاءا جميعاً في الشَّمسِ والقَمرِ، وفي القرآن: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} [القيامة:8]، وقال بعضُ أهلِ اللُّغةِ: لا يُقالُ في الشَّمسِ إلَّا: خَسَفَت، وفي القمرِ إلَّا: كسَفَ، وهو قولُ عُروةَ في كتابِ مُسلمٍ، والقرآنُ يرُدُّ هذا، ولعلَّه خطأٌ من النَّاقِلينَ.
          وقال اللَّيثُ بنُ سعدٍ: يقال: الخُسوفُ فيهما، والكُسوفُ في الشَّمسِ فقط، وقال ابنُ دُريدٍ: يقال: خَسَفَ القمرُ وانْكَسَفَتِ الشَّمسُ.
          وقال يعقوبُ: لا يقال: انْكسَفَتِ الشَّمسُ، وقال بعضُهم: لا يقال: انْكسَفَ القمرُ أصلاً، لا يقال إلَّا: خسَفَ القَمرُ وكسَفَتِ الشَّمسُ، وكسَفَها الله وكسَفَتْ، فهي مكسوفةٌ وكاسِفةٌ، وأكسَفَها الله إكسافاً.
          والخُسوفُ المَغِيبُ، والكُسوفُ التَّغيُّرُ، والأحاديثُ تدُلُّ على أنَّهما سَواءٌ، ولا خِلافَ أنَّ الخُسوفَ في الأرضِ لا غيرُ، لا يقال: كسَفَتِ الأرضُ، وهو السُّؤوخُ فيها.
          644- قوله: «فرَدَّهُ الله خَاسِئاً»؛ أي: ذَليلاً صَاغِراً، وقيل: مُبْعَداً.
          وقوله: «اخْسَأْ فلنْ تَعدوَ قَدْرَكَ» [خ¦1354] كلِمةُ زَجرٍ وإبْعادٍ وتَصْغيرٍ.
          645- وقوله: «لقد خابَ هؤلاء وخَسِروا»؛ أي: نُقِصوا وحُرِموا الأجرَ.
          646- و«خسَقَ المِعراضُ» جرَح ونفَذ، قوله: «خِبْتَ وَخَسِرْتَ» [خ¦3610]؛ أي: حُرِمتَ الخيرَ، وقد يكون الخُسرانُ بمعنَى الهلاكِ.