مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الخاء مع الصاد

          الخاء مع الصَّاد
          626- قوله: «إحداهما خَصِبةٌ» [خ¦5729] بكسرِ الصَّادِ، و«خَصِبةٌ»؛ أي: ذاتُ خِصْبٍ وكلَأٍ.
          و«الاختِصار في الصَّلاةِ»، و«الخَصْر فيها» [خ¦1219] قيل: هو وضعُ اليدِ على الخَصرِ، قالت عائشةُ: «هو فِعْلُ اليهودِ»، ذكرَه البخاريُّ [خ¦3458]، وقيل: هو حَذفُ الرُّكوعِ والسُّجودِ فلا يُتمِّمُهما، منَ الاختِصارِ للشَّيءِ، وقيل: أن يُصلِّيَ مُتوكِّئاً على مِـخْصَرةٍ بيدِه، وهي عصًى طولُها نحوٌ من قوسٍ عربيَّةٍ كان الخُطَباءُ في العربِ يتوكَّؤون عليها مُعتمِدين بخَواصِرِهم، وقيل: هو أن يقرأَ فيها من آخرِ السُّورةِ آيةً أو آيتَين ولا يُتِمَّ السُّورةَ في فرضِه.
          627- وقوله: «فخرجْتُ مُخاصِراً لمرْوانَ»؛ أي: مُماشِياً له آخِذاً بيدِه، وخاصَرتَه ماشَيتَه آخذاً يدَه في يدِكَ أو / يدَك في يدِه.
          «فأصابَتْني خاصِرةٌ»؛ أي: وجَعٌ في خاصِرَتي، قال القاضي: أو يكون أصابَه بردٌ في أطرافِه، وهو الخَصْرُ الذي هو بردُ الأطرافِ، وفي الحديثِ عن النَّبيِّ صلعم: «أنَّه وجَعٌ في الكُلْيتَين»(1).
          628- قوله: «خَصْلةٌ من خِصالِ النِّفاقِ» [خ¦34]؛ أي: حالةٌ من حالاتِه، قال أبو الفَضلِ: وعندي أنَّه أرادَ: شُعبةً من شُعَبِه وجُزءاً منه، والخَصْلةُ كلُّ لحمةٍ مُنفردةٍ في الجسمِ، كلَحمةِ العضُدَين والسَّاقَين والفخِذَين، يقال: جاء فلانٌ تُرعَدُ خِصالُه، وتكون الخَصْلةُ هاهنا بمعنى الشِّيْمةِ والخُلُقِ التي حصلَ عليها وحازَها، والخَصْلُ قَرْطسةُ الرَّميِ(2) وسَبقُ الخيلِ، يقال: لفلانٍ الخَصْلُ؛ أي: السَّبْقُ بحوزِ الفضيلةِ.
          629- قوله: «الألدُّ الخَصِمُ» [خ¦2457] بكسرِ الصَّادِ الكثيرُ الخُصومةِ.
          «سمِعَ... صَوتَ خُصُومٍ في البابِ» [خ¦2705]، كذا الرِّوايةُ، وأكثرُ استِعمالِ العربِ فيه خَصْمٌ للجمعِ ومَن دونَه، والمؤنَّثِ والمُذكَّرِ، ومنه: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} [ص:21]، وإنَّما كان ذلك؛ لأنَّهم سُمُّوا باسمِ الفعلِ؛ أي: هم ذوُو خَصمٍ، يقال: خصَمْتُ الرَّجلَ خَصْماً، ويقال: خصِيمٌ، وجمعُه خصومٌ وخُصَماءُ.
          قوله: «ثلاثةٌ أنا خَصْمُهم» [خ¦2227]؛ أي: المُحتجُّ عليهم، والمُطالِبُ لهم بما فعَلوا.
          قوله صلعم: «بكَ أُخاصِمُ» [خ¦1120]؛ أي: أحاجِجُ وأدافِعُ.
          وقوله: «ما نسُدُّ من خُصْمٍ» [خ¦4189]؛ أي: ناحيةٍ وطرَفٍ، وأصلُه خُصْمُ القِرْبةِ إذا انشقَّتْ، وخُصْمُ كلِّ شيءٍ طرَفُه، استعارة للفِتنةِ، ووقَع في مسلمٍ: «ما فتَحنا منه من خُصمٍ» وصوابُه: «ما نسُدُّ».
          وفي صَلاة الخوفِ: «ثُمَّ خَصَّ جابِرٌ أن قال» هكذا للكافَّةِ، وعند الهوزنيِّ: «ثمَّ نصَّ» بالنُّونِ، وهو وجهُ الكلامِ.
          وقوله: «احتَجَرَ رسولُ الله صلعم حُجَيْرةً بخَصَفةٍ أو حَصِيرٍ» وقعَ لغيرِ ابنِ السَّكَنِ: «حُجَيْرةً مُخَصَّفَةً» [خ¦6113]، والأوَّلُ أبينُ؛ أي: اقتَطَعَها عن النَّاسِ بخَصَفةٍ.
          قوله: «كان يكرَه الإخصاءَ»، كذا لابنِ عيسى وابنِ جَعفرٍ، / وبعضِ رواةِ «الموطَّأ»، وهو وهمٌ، وصوابُه: «الخِصاء»، وكذا عندَ القَنازِعيِّ، وعند ابنِ عتَّابٍ وابنِ حَمْدِيْن: «الاختصاء».
          630- قوله: «خُوَيِّصَّة أحدِكُم» يعني نفسَه، تَصغيرُ خاصَّة.
          ويُروَى: «خاصَّة أحدِكُم» قيل: يريدُ موتَه، وبهذا فسَّرَه الدَّسْتَوائيُّ، و«الخُوَيِّصَّةُ» أيضاً بمعنَى الأمرِ الذي يختصُّ بالإنسانِ.
          و«الخَصاصَةُ» [خ¦984] سُوءُ الحالِ والحاجةُ، وأصلُها الخَلَلُ من خَصاصِ البابِ.
          631- و«خَصْفُ النَّعلِ» [خ¦2570] خَرْزُها طاقةً فوقَ أخرَى، وأصلُه الضَّمُّ والجمعُ.
          و«الخَصَفَة» [خ¦4136] جُلَّةُ التَّمرِ، وهو وعاءٌ يُصنَعُ من خُوصٍ يُدَّخَرُ فيه، وتُصنَعُ منه الحُصُرُ.
          632- وَقوله: «ألا نسْتَخْصي» [خ¦5071]؛ أي: نَخْصي أنفُسَنا لنَستغنيَ عن النِّساءِ، والاسمُ الخِصاءُ، وهو سَلُّ الأُنثيَينِ وإخراجُهما، وقال الكِسائيُّ: الخُصْيَتان بالتَّاءِ البَيضَتانِ، والخُصيان الجِلدَتان عليهما.


[1] لم نعثُر على هذه الرِّوايةِ، وإنما أوردها ابن الأثير في «النهاية»░2/98▒ على أنها شرح للحديث.
[2] القَرْطَسة الإصابة، وأصله من القِرطاس: الغرض الذي يُجعَل هدفاً للرُّماة.