الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

باب: إذا قال: والله لا أتكلم اليوم فصلى أو قرأ أو سبح

          ░19▒ قوله: (فَهْوَ عَلَى نِيَّتِهِ) يعني إن قصد بالكلام ما هو كلام عرفاً لا يحنث بهذه الأذكار والقراءة والصلاة وإن قصد الأعم يحنث بها.
          قوله: (أَفْضَلُ الْكَلاَمِ) فإن قلت: ما وجه الأفضلية؟ قلت: فيه إشارة إلى جميع صفات الله عدمية ووجودية إجمالاً لأن التسبيح إشارة إلى تنزيه الله تعالى عن النقائص والتحميد إلى وصفه بالكمالات، فالأول : فيه نفي النقصان، والثاني: فيه إثبات الكمال، والثالث: إلى تخصيص ما هو أصل الدين وأساسُ الإيمان يعني التوحيد، والرابع: إلى أنه أكثر مما عرفناه سبحانك ما عرفناك حق معرفتك. فإن قلت: ما وجه مناسبته بكتاب اليمين. قلت غرض البخاري بيان الأذكار ونحوها كلام وكلمة فيحنث فيها.
          قوله: (هِرَقْلَ) بكسر الهاء وفتح الراء وسكون القاف قيصر ملك الروم، وقال تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح:26] أي (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ).