المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: صلى النبي الصبح قريبًا من خيبر بغلس

          1095- وحدثنا سليمان بن حرب: حدَّثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: [صلى النَّبيُّ] صلَّى الله عليه وسلَّم الصبح قريبًا من خيبر بغلس. [خ¦4200]
          قال مالك: فلما أصبح؛ خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه؛ قالوا: محمد والخميس. قال ابن صهيب: يعني الجيش، قال: «الله أكبر خَرِبَتْ خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم؛ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ» قالها ثلاثًا. قال: فأصبناها عنوة.
          قال ثابت: فخرجوا يسعون في السِّكَك، فقتل المقاتلة، وسبى الذرية. قال ابن صهيب: فجُمع السبي، فجاء دحية، فقال: يا نبي الله؛ أعطني جارية من السبي، قال: «اذهب فخذ جارية»، فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا نبي الله؛ أعطيتَ دحية صفية بنت حيي سيدة قريظة والنضير، لا تصلح إلا لك. قال عمرو: وذكر له جمال صفية، وكانت عروسًا.
          قال ابن صهيب: قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «ادعوه بها»، فجاء بها، فلما نظر إليها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ قال: «خذ جاريةً من السبي غيرها». قال: فأعتقها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وتزوجها. فقال له: يا أبا حمزة ما أصدقها؟ قال: نَفْسَها أعتقها وتزوجها / .
          وقال ثابت: جعل عتقها صداقها. قال عمرو: فاصطفاها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لنفسه، فخرج بها حتى بلغ(1) سد الصهباء حلت فبنى بها. قال ابن صهيب: جهزتها له أم سليم فأهدتها له أم سليم من الليل. وقال محمد بن جعفر: أقام النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ثلاث ليال يبني بصفية. قال ابن صهيب: فأصبح النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عروسًا، فقال: «من كان عنده شيء؛ فليجئ به». قال محمد بن جعفر: أمر بالأنطاع فَبُسطت.
          قال ابن صهيب: فجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يجيء بالسمن، وأحسبه ذكر السويق. قال عمرو: ثم صنع حيسًا في نطع ثم قال: «آذِن من حولك».
          قال ابن صهيب: فجاسوا حيسًا. قال عمرو: فكانت تلك وليمته على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة.
          قال إسماعيل بن جعفر، عن حميد عن أنس: فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين أو ما ملكت يمينه؟ قال: إن حجبها؛ فهي إحدى أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها؛ فهي مما ملكت يمينه، فلما ارتحل؛ وَطَّأها خلفه، ومد الحجاب بينها وبين الناس.
          قال عمرو عن أنس: فرأيت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُحَوي لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب.
          وخرَّجه في غزوة خيبر من طرق، وفي باب البناء في السفر، وفي باب ما يذكر في الفخذ، وفي باب دعاء النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الإسلام، الباب، وفي التبكير والغَلَس بالصبح والصلاة عند الإغارة والحرب، وفي باب الخبز المرقق والأكل على الخوان والسُّفرة مختصرًا، وفي باب الحيس، وفي باب بيع العبيد والحيوان نسيئة؛ لقوله: «خذ جارية من السبي غيرها»، وفي باب هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها، وصدر فيه: ولم ير الحسن بأسًا أن يقبلها أو يباشرها، وقال ابن عمر: إذا وُهب الوليدة التي توطأ أو بيعت أو عتقت؛ فليستبرأ رحمها بحيضة، ولا تستبرأ العذراء، وقال عطاء: لا بأس أن يُصيب من جاريته الحامل ما دون الفرج، وقال الله عزَّ وجلَّ: {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [المؤمنون:6]. [خ¦4197] [خ¦5159] [خ¦371] [خ¦2943] [خ¦947] [خ¦5387] [خ¦5425] [خ¦2228] [خ¦2235]


[1] كذا في الأصل، وفي «اليونينية»: (بلغنا) من رواية أبي ذرٍّ، في هامشها: (بلغ بها) مصحَّحًا، ثم كتب: هكذا في «اليونينية» بخط الأصل بلا رقم.