المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح

حديث: انطلق النبي من المدينة بعد ما ترجل

          704- حديث ابن عباس رضي الله عنه
          قال البخاريُّ: وحدثنا مسلم: حدَّثنا وهيب. [خ¦3832]
          (ح): حدثنا موسى بن إسماعيل: حدَّثنا وهيب: حدَّثنا ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرم صفرًا، ويقولون: إذا برا الدَّبَر، [وعفا الأثر، وانسلخ صفر؛ حلت العمرة لمن اعتمر، قدم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة مهلِّين بالحج]، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عندهم، فقالوا: يا رسول الله؛ أي الحل؟ قال: «حل كله».
          خرجه في باب التمتُّع والقران. [خ¦1564]
          قال البخاريُّ: وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي: حدَّثنا فضيل بن سليمان: حدَّثنا موسى بن عقبة قال: أخبرني كريب عن عبد الله بن عباس قال: انطلق النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من المدينة بعد ما ترجل وادهن ولبس إزاره ورداءه هو وأصحابه، فلم ينه / [عن شيء من الأردية والأزر تلبس إلا المزعفرة التي تردع على الجلد، فأصبح بذي الحليفة، ركب راحلته حتى استوى على البيداء أهل هو وأصحابه، وقلَّد بدنته، وذلك لخمس بقين من ذي القعدة، فقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة، فطاف بالبيت، فسعى بين الصفا والمروة، ولم يحل من أجل بدنه؛ لأنه قلدها، ثم نزل بأعلى مكة عند الحجون، وهو مهلٌّ بالحج، ولم يقرب الكعبة بعد طوافه بها حتى رجع من عرفة، وأمر أصحابه أن يطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ثم يقصروا من رؤوسهم ثم يحلوا، وذلك لمن لم تكن معه بدنة قلدها، ومن كانت معه امرأته؛ فهي له حلال والطيب والثياب. [خ¦1545]
          قال البخاريُّ: حدثنا مسلم: حدَّثنا وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه. [خ¦3832]
          قال البخاريُّ: وقال أَبُو كَامِلٍ: حدثنا أبو مَعْشَرٍ: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ، فَقَالَ: أَهَلَّ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ وَأَزْوَاجُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَهْلَلْنَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْعَلُوا إِهْلَالَكُمْ بِالْحَجِّ عُمْرَةً إِلَّا مَنْ قَلَّدَ الْهَدْيَ».
          طُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَتَيْنَا النِّسَاءَ، وَلَبِسْنَا الثِّيَابَ، و«مَنْ قَلَّدَ الْهَدْيَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ».
          ثُمَّ أَمَرَنَا عَشِيَّةَ التَّرْوِيَةِ أَنْ نُهِلَّ بِالْحَجِّ، فَإِذَا فَرَغْنَا مِنْ الْمَنَاسِكِ جِئْنَا فَطُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؛ فَقَدْ تَمَّ حَجُّنَا وَعَلَيْنَا الْهَدْيُ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} [البقرة:196] إِلَى أَمْصَارِكُمْ، الشَّاةُ تَجْزِي، فَجَمَعُوا نُسُكَيْنِ فِي عَامٍ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ اللهَ أَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ وَسَنَّة(1) نَبِيِّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَاحَهُ لِلنَّاسِ غَيْرَ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ اللهُ: {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة:196]
          وَأَشْهُرُ الْحَجِّ الَّتِي ذَكَرَ اللهُ: شَوَّالٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحَجَّةِ، فَمَنْ تَمَتَّعَ فِي هَذِهِ الْأَشْهُرِ؛ فَعَلَيْهِ دَمٌ أَوْ صَوْمٌ، وَالرَّفَثُ [الْجِمَاعُ، وَالْفُسُوقُ الْمَعَاصِي، وَالْجِدَالُ الْمِرَاءُ.
          وخرَّجه في قول الله تعالى: {ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [البقرة:196]، وفي أيام الجاهلية، وفي باب تقصير] المتمتع بعد العمرة مختصرًا، وباب كم أقام النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في حجته مختصرًا]
. [خ¦1572] [خ¦3832] [خ¦1731] [خ¦1085]


[1] كذا في المطبوع، وفي «اليونينية»: (وسنَّه).