المتواري على أبواب البخاري

باب: المعاريض مندوحة عن الكذب

          ░116▒ باب المعاريضُ مندوحةٌ عن الكذب
          وقال أنس: «مات ابنٌ لأبي طلحة، فقال: كيف الغلام؟ قالت(1): هَدأ نَفْسَهُ، وأرجو أن يكون قد استراح، فظَنَّ أنَّها صادقةٌ».
          540- فيه أنس: «كان النبيُّ صلعم في مسيرٍ له، فحَدَا الحادي، فقال النَّبيُّ صلعم : ارفُقْ يا أنجشَةُ، ويحك بالقوارير». [خ¦6209].
          قال أبو قلابة: «يعني النِّساء».
          وقال أنس مرَّةً: «لا تكسر القوارير»، قال قتادة: «يعني ضَعَفَة النِّساء». [خ¦6211].
          541- وفيه(2): أنس: «كان بالمدينة فَزَعٌ، فركِبَ النبيُّ صلعم فرساً لأبي طلحة، فقال: ما رأينا من شيءٍ، وإن وَجدناه لبَحراً». [خ¦6212].
          ذكر الطبريُّ بإسناده عن عمر بن الخطَّاب ☺ قال: «إنَّ في المعاريض لمندوحةً / عن الكذب».
          وعن ابن عبَّاسٍ ☺ قال: «ما أحبُّ أنَّ لي بمعاريض الكلام كذا وكذا».
          ومعنى مندوحة، أي متَّسعٌ، يقال(3) منه: انتدح فلانٌ بكذا، ينتدح انتداحاً، إذا اتَّسعَ به.
          وقال ابن الأنباريِّ: «يقال: ندحت الشيء إذا وسَّعته».
          قال الطَّبريُّ: «انتدحت الغنم في مَرَابضها، إذا تبدَّدت واتَّسعت من(4) البِطنة، وأندح بطن فلانٍ واندحى يعني استرخى واتَّسع».
          [قلتَ رضي الله عنك:] مطابقة الحديث الأوَّل للترجمة(5) بَيِّنةٌ، وأمَّا ما بعده فليس من المعاريض التي يُفزع إليها عن الكذب، وإنَّما هو تشبيه ومبالغةٍ، لكن وجه دخوله أنَّ التشبيه إذا كان(6) ذكرُه بصيغة الإخبار(7) بلا آلة تشبيهٍ ولم يعدَّ خلفاً(8) ولا دعت إليه حاجةٌ فالمعاريض [عند الحاجة] أولى.


[1] في (ع): «قال أم سليم»، وفي (ت): «فقالت».
[2] في (ع): «فيه».
[3] في (ع): «ويقال».
[4] في (ع): «عن».
[5] في (ت) و(ع): «مطابقة الترجمة للحديث الأول».
[6] في (ت) و(ع): «جاز».
[7] في (ت) و(ع): «الإجازة».
[8] في (ت): «خلقاً».