المتواري على أبواب البخاري

باب رحمة الناس والبهائم

          ░27▒ باب رحمة النَّاس والبهائم
          506- فيه مالك بن الحويرث: «أتينا النبيَّ صلعم ونحن شببةٌ(1) متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلةً، فظنَّ أنَّا اشتقنا (إلى) أهلنا، وسَألنا عمَّن تركنا في أهلنا(2)، فأخبرناه(3) _وكان رفيقاً(4) رحيماً_ فقال: ارجعوا إلى أهليكم وعلموهم(5)...» (إلى آخر الحديث)(6). [خ¦6008].
          507- وفيه أبو هريرة: قال النبيُّ صلعم : «بينما رجلٌ يمشي في طريقٍ، اشتدَّ عليه العطش، فوجد بئراً، فنزل فيها، فشرب، ثمَّ خرج، فإذا كلبٌ يلهث يأكل الثَّرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلبَ(7) مثل الذي كان بلغ بي، فنزَلَ البئر، فملئ خُفَّه، ثمَّ أمسكه / بفِيهِ، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له، فقالوا: يا رسول الله، وإنَّ لنا في البهائم لأجراً؟ قال: في كلِّ كبدٍ رَطْبَةٍ أجر». [خ¦6009].
          508- وفيه أبو هريرة: قام النبيُّ صلعم في صلاةٍ وقمنا معه، فقال أعرابيٌّ وهو في الصلاة: اللهمَّ ارحمني و(ارحم)(8) محمَّداً، ولا ترحم معنا أحداً، فلمَّا سلَّم النبيُّ صلعم قال للأعرابيِّ: «لقد(9) حجَّرت واسعاً». يريد رحمة الله. [خ¦6010].
          509- وفيه النعمان بن بشير: قال النبيُّ صلعم : «ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادِّهم وتعاطفهم كمَثَل الجسد، إذا اشتكى عُضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمَّى». [خ¦6011].
          510- وفيه أنس: قال النبيُّ صلعم : «ما من مسلمٍ غرس غرساً فأكل منه إنسانٌ أو دابَّةٌ إلَّا كان له صَدقة». [خ¦6012].
          511- وفيه جرير: قال النبيُّ صلعم : «من لا يَرْحَم لا يُرْحَم». [خ¦6013].
          [قلتَ رضي الله عنك:] الأحاديث كلُّها ظاهرة المطابقة للترجمة، إلَّا حديث الغرس، ولكنَّه أدخله؛ لأنَّه ذكر فيه الصدقة على الناس والبهائم بما عساه يتناول من ثمره، وفي هذا حثٌّ على شمول الرحمة(10) حتَّى للبهائم، وترغيبٌ في ذلك.


[1] في (ع): «شبيبة».
[2] في (ت) و(ع): «أهلينا».
[3] ليست في (ع).
[4] في (ع): «رقيقاً».
[5] في (ع): «فعلِّموهم ومروهم، وصلُّوا كما رأيتموني أصلِّي، وإذا حضرت الصلاة فليؤذِّن لكم أحدكم، ثُمَّ ليؤُمَّكم أكبركم».
[6] ليست في (ع).
[7] في (ت) زيادة: «من العطش».
[8] ليست في (ع).
[9] في (ت): «قد».
[10] في (ت): «الترجمة».