مصابيح الجامع

باب شراب الحلواء والعسل

          ░15▒ (باب شربِ الْحَلْوَاءِ وَالْعَسَلِ) ترجم على هذا وأعقبَه بضِّده من قول الزهري: لا يحل شربُ بولِ الناس. وقول ابن مسعود في السُّكر(1) : لم يجعلِ اللهُ شفاءكم (2) فيما حَرَّمَ عليكم. وبضدها تَتَبَيَّنُ الأشياءُ، ثم عادَ إلى ما يُطابق الترجمة نصًّا، ونبَّه بقوله: شُربِ الحلواءِ، على أنها ليستِ الحلواءَ المعهودةَ التي يتعاطاها المترفِّهون، وإنما هو (3) شيءٌ حلوٌ يُشرب، إمَّا عسلٌ بماء (4)، أو غيرُ ذلك مما يُشاكله.
          قلت: تقدم للخطابي أن الحلواءَ لا تُطلق إلا على ما دخلَتْه الصنعة، فتذكره.
          قال ابنُ التين(5) : والعربُ لا تعرف هذه (6) الحلواءَ المعقودةَ التي هي الآن معهودةٌ، وإنما يُطلقونها على الشيء الحلو؛ كالعسل، والماءِ المنبوذِ فيه التمرُ وغيرُه.
          واعترضه الحافظ مُغلطاي: بأنه لا خلافَ في أنَّ العرب يعرفون (7) الفالُوذَجَ، وهو لُبابُ البُرِّ بِسَمْنِ (8) البَقَرِ يُعْقَدُ بالعسل، وهو الذي نسمِّيه الآن بالصَّابونية.
          قال أميةُ بنُ أبي الصَّلْتِ في ابنِ جُدْعانَ:
لَهُ داعِ بِمَكَّةَ مُشْمَعِلٌّ(9)                     وَآخَرُ فَوْقَ دَارَتِه يُنَادِي
إلى رُدُحٍ (10) مِنَ الشِّيزَى مِلاَء                     لُبَابُ البُرَّ يُلْبَكُ بِالشِّهَادِ (11)
          قلت: ليس فيما استشهد به ما يدلُّ على ما ادَّعاه (12) مِن عَقدِ اللباب بالعسل؛ إذ اللَّبْكُ: الخَلْطُ (13)، وهو أعمُّ من أن يكونَ بعقدٍ أو بغيرِه(14).


[1] ((السكر)): ليست في (ف).
[2] في (ف): ((شفاء)).
[3] في (ق): ((لعل)).
[4] ((بماء)): ليست في (ق).
[5] في (ق): ((المنير)).
[6] في (ج) و(ف): ((هذا)).
[7] في (ق): ((يعرفونه)).
[8] في (ق): ((وهو اللباب وسمن))، وفي (ف): ((الباب البريسمي)).
[9] في (ق): ((مسهر)).
[10] في (ج): ((درج))، وفي (ق): ((برد)).
[11] في (ق): ((بالشهادي)).
[12] في (ف): ((على ادعائه)).
[13] في (ق): ((اللباب يخلط)).
[14] في (ج) و(ف): ((غيره))، وفي (ق): ((معقداً أو غيره)).