مصابيح الجامع

باب: حسن المعاشرة مع الأهل

          ░82▒ (باب حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ مَعَ الأَهْلِ): ساق فيه حديثَ أم زرع.
          قال ابنُ المنير: نبَّه بهذه الترجمة على أن إيراد هذه الحكاية من النبي صلعم (1) ليس خليًّا عن فائدة شرعية (2)، بل هو مشتملٌ عليها، وتلك الفائدة الإحسانُ في معاشرة الأهل كما ندب الله سبحانه(3).
          قلت: هذا غلطٌ؛ لأن هذه (4) الحكاية (5) لم تصدُر من النبي صلعم، والصحيح: أن المرفوع من حديث أم زرع: قولُه ◙ لعائشة: ((كنتُ لكِ كأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ))، وقد رفعه كلَّهُ للنبي صلعم سعيدُ بنُ مُسلمٍ المدنيُّ (6)، وهو وَهمٌ عند أئمة الحديث، ثم الكلامُ إنما هو على ما في البخاري، وليس فيه رَفعُ الحكاية إليه ◙، ما عدا اللفظَ الذي قدَّمناه، والحكايةُ إنما هي من عائشةَ غيرُ مرفوعة، فكيف يستقيم ما قاله؟


[1] في (د) زيادة: ((والصحيح أن المرفوع)).
[2] في (ق): ((وليس خلت عن الفائدة الشرعية)).
[3] في (ق) زيادة: ((إليه)).
[4] ((هذه)): ليست في (د).
[5] في (د): ((حكاية)).
[6] في (ق): ((المديني)).